شنت القوات المسلحة السودانية غارات جوية على مدنيين في مناطق يسيطر عليها المتمردون في جبال النوبة قد تصنف بأنها جرائم حرب بحسب ما أفادت منظمتان للدفاع عن حقوق الإنسان اليوم الثلاثاء. وذكرت منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش أنه خلال زيارة للمنطقة دامت أسبوعا سجل المراقبون غارات جوية شنتها القوات الحكومية يوميا على قرى ومزارع. وفي 14 أغسطس دمرت غارة جوية على بعد 70 كلم شرق كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان منزلا وممتلكات أخرى بحسب المنظمتين. وفي 19 أغسطس صور المراقبون ثلاث قنابل القيت من طائرة انطونوف قرب قرشي، وفي 22 منه غارة جوية أخرى أدت إلى إصابة رجل في الساق وامرأة في الفك وإلحاق أضرار بمدرسة. وقالت المنظمتان إن المراقبين تحققوا من 13 غارة جوية في كودا وديلامي وقرشي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 26 مدنيا وإصابة أكثر من 45 منذ منتصف يونيو. ولم يكن هناك أي أهداف عسكرية قرب المواقع التي قصفت وتفقدها المراقبون. وقال دانيال بيكيل، مدير قسم أفريقيا في هيومن رايتس ووتش، إن "حملة القصف المتواصل تؤدي إلى مقتل مدنيين من رجال ونساء وأطفال ونزوح عشرات الآلاف ووضعهم في حالة من العوز ومنعهم من زرع الحقول وجني المحاصيل لإطعام أطفالهم". من جهتها قالت دوناتيلا روفيرا المسؤولة عن قسم معالجة الأزمات في منظمة العفو إنه "على الأسرة الدولية، وخصوصا مجلس الأمن الدولي أن يكف عن تجاهل هذه الأوضاع والتحرك لتسوية الوضع". وأضافت أن "الهجمات العشوائية ضد مناطق مأهولة والقيود المفروضة على نقل المساعدات الإنسانية يمكن أن تعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية". واختتم المراقبون زيارتهم قبل إعلان الرئيس السوداني عمر البشير في 23 من الجاري عن وقف لإطلاق النار لأسبوعين. لكن المنظمتين قالتا إن التقارير على الأرض تفيد بأن القوات الحكومية واصلت قصف المناطق المأهولة. وبقيت ولاية جنوب كردفان مع الشمال بعد إعلان جنوب السودان استقلاله الشهر الماضي، وهي واحدة من المناطق التي دارت فيها الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب من 1983 إلى 2005، وانتهت بتوقيع اتفاق السلام الشامل 2005. والخميس الماضي دعت واشنطن المتمردين إلى إعلان وقف لإطلاق النار وإفساح المجال لمباحثات حول مستقبل جنوب كردفان والنيل الأزرق. وفي اليوم نفسه نقلت منظمة "ايناف بروجكت" الأمريكية غير الحكومية عن مصادر موثوقة قولها إن القوات الحكومية نفذت غارة جوية قرب بلدة اونغارتو في جنوب كردفان.