أبرزت وسائل الإعلام الصينية حالة الرفض والاستنكار التي أصابت الأوساط الدينية، الإسلامية والمسيحية، ورجال المجتمع والقوى السياسية والحزبية في مصر، لقرار مجلس النواب الأمريكي استحداث منصب ما يسمى (المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط وآسيا لشئون الأقليات الدينية)، واعتبرته تدخلا في شئون هذه الدول ووصاية على شعوب عريقة بذريعة دعم الأقليات. ووصف رجل الدين المسيحي إكرام لمعي، أستاذ اللاهوت المقارن ورئيس لجنة الإعلام بسنودس النيل الإنجيلي في مصر، في تصريحات لإذاعة الصين الدولية ووكالة الأنباء الصينية "شينخوا" الرسميتين اليوم الأربعاء، القرار الأمريكي بأنه تدخل أجنبي في شئون الدول الأخرى، مشددا على رفضه لهذا القرار. وأوضح لمعي أن المصريين قادرون على حل الخلافات بينهم دون تدخل خارجي، موضحا أن الحكومة المصرية هي المسئول الأول عن حل مشكلات مواطنيها، وأشار إلى أنه خلال الفترة الماضية تعرض كل من المسيحيين والمسلمين في مصر للظلم من قبل النظام السابق. وشاطره الرأي محمد عادل، المتحدث باسم حركة (6 أبريل) في تصريحاته لوسائل الإعلام الصينية، حيث اعتبر القرار الأمريكي تدخلا في شئون الدول الأخرى، موضحا أن المصريين يعرفون كيفية حل مشكلاتهم بأنفسهم، وأن ما يحدث بين المسلمين والمسيحيين في مصر لا يستدعي التدخل الأمريكي. ونقلت وسائل الإعلام الصينية رأي الأزهر الشريف، والذي وصف اعتزام أمريكا استحداث منصب مبعوث خاص لشئون الأقليات الدينية بأنه "صلف وغطرسة ووصاية" على شعوب عريقة لها تقاليدها الحضارية التي شهد لها العالم"، وقوله إن أمم الشرق الأوسط وشعوبها ومصر على وجه الخصوص لم تشهد ما عرفه الغرب من حروب دينية وطائفية واضطهادات عرقية عانت منها الإنسانية في ظل سيادة الحضارات المادية المسلحة". وبدوره، اعتبر حزب رفيق حبيب، نائب رئيس حزب (الحرية والعدالة)، القرار الأمريكي بمثابة استمرار لمحاولة أمريكا التدخل في الشئون الداخلية لدول المنطقة وعلى رأسها مصر بحجة دعم حقوق المرأة والأقباط. ونقل الإعلام الصيني عن حبيب قوله: "إن هذا القرار يعد محاولة جديدة من جانب أمريكا لتعيد التدخل في المنطقة بعد ربيع الثورات العربية، وكأنها تتأهب لمزيد من أوراق الضغط لتقوي من دورها بالمنطقة، خاصة بعد سقوط الأنظمة التي كانت خاضعة لها، مؤكدا أن مصر لن تسمح بالتدخل في شئونها، ولن تعود للعب الدور القديم الذي كان يقوم به النظام السابق". وقال حبيب: "إنه على أمريكا أن تفهم أن قواعد اللعبة تغيرت وأن الإرادة الشعبية هي صاحبة الكلمة، ولن تسمح الشعوب لحكوماتها بأن تكون تابعة لأية قوة خارجية". يذكر أن مجلس النواب الأمريكي تبنى مؤخرا مشروع قانون يستحدث منصب مبعوث خاص إلى الشرق الأوسط وآسيا لشئون الأقليات الدينية، حيث سيكلف المبعوث الأمريكي بمهمة الدفاع عن حقوق الأقليات الدينية في الدول العربية وآسيا الوسطى، وستكون في صدارة أولوياته أربع دول هى مصر والعراق وأفغانستان وباكستان".