ينهمك منظمو بطولات التنس العالمية الكبرى هذه الأيام في بحث كيفية الارتقاء بمستوى البطولات فنيا وتنظيميا وجماهيريا ، سواء عن طريق توسيع المنشآت المخصصة لإقامة المباريات أو عن طريق التوسع في استخدام التكنولوجيا العالية لتوفير الراحة لكل من الجماهير واللاعبين. وفي تقرير نشره موقع "تنس" على الإنترنت ، جاء أن منظمي كل بطولة يدرسون كل صغيرة وكبيرة من إيجابيات وسلبيات بطولاتهم من أجل معرفة ما الذي ينقص لجعل بطولتهم الأفضل في عالم التنس ، وقال التقرير إن أكثر البطولات التي ستشهد تطويرات كبيرة في السنوات القليلة المقبلة هي بطولات رولان جاروس والولاياتالمتحدة وأستراليا. ففي بطولة الولاياتالمتحدة المفتوحة ، يدرس المسئولون عن التنظيم إمكانية استخدام التكنولوجيا الحديثة لبناء سقف متحرك لاستاد "آرثر آش" لتجنب حدوث مشكلات بسبب الحرارة الشديدة أو الطقس كتلك التي تحدث كثيرا في الملاعب البيضاء. واتجه منظمو بطولة أستراليا إلى طريقة أخرى للتطوير ، حيث يسعون إلى إعادة تجديد أرضية ملعب ملبورن قبل عام 2016 بتكلفة قدرها 320 مليون دولار ، بالإضافة إلى إعادة صقل أرضية ملعب "رود لافير" ، مع إنشاء ساحة واسعة للجمهور ، وبناء سقف فوق مدرجات ملعب "مارجريت". لكن الخطة الأكثر أهمية وتطورا هي التي يتم الإعداد لها في بطولة فرنسا المفتوحة الجارية حاليا في رولان جاروس ، والتي أعدها اتحاد التنس الفرنسي بالتعاون مع مجلس مدينة باريس ، وهذه الخطة تشمل بناء استاد جديد تماما بسقف قابل للطي في وسط ضاحية بور دوتويل ، وهذا الموقع المقترح للاستاد الجديد – الذي يحتله حاليا استاد لكرة القدم – يقع على بعد 500 متر من أقرب مدخل إلى استاد رولان جاروس , ويفصله عن الملاعب مساحة كبيرة من الحدائق العامة ونباتات الزينة. وذكر تقرير موقع "تنس" أن إيجاد طريقة مقبولة الشكل وقابلة للتحقيق لربط الاستاد الجديد بالقديم سيعتبر بالتأكيد تحديا معماريا كبيرا ، وهو ما دفع المنظمين إلى اختيار أربعة مهندسين معماريين في ديسمبر الماضي – من بينهم المهندس المعماري الإيطالي الشهير رينزو بيانو الذي صمم مركز جورج بومبيدو الوطني للفنون والثقافة في فرنسا - من أصل 91 مرشحا لتنفيذ المخطط الجديد , ويتوقع أن تيم اختيار المخطط الفائز قبل نهاية شهر مايو. وكان هناك اقتراح ببناء ممر للجماهير بين الاستادين , لكن مسافة 500 متر "أي مساحة 5 ملاعب كرة قدم تقريبا" تعتبر بالفعل مسافة كبيرة ليقطعها الجمهور ماشيا ، وهو ما جعل المنظمين يفكرون في وسيلة أخرى لاستغلال هذه المساحة. ويقول جيلبرت يسيرن المدير الجديد لبطولة فرنسا المفتوحة : "يبدو أن هذا التنسيق لن يكون سهلا , لكنها مسألة اختيار الأفكار الصحيحة وتنفيذها". وكان موقع استاد رولان جاروس الجديد سيكون أفضل بكثير لو كانت فرنسا استطاعت الفوز بحق استضافة أولمبياد صيف 2012 , حيث كان سيتم بناء الاستاد في ضاحية "بوا دو بولوني" ، وهو الاقتراح الذي وافقت عليه الحكومة الفرنسية ، إلا أن لندن هي التي فازت بحق الاستضافة بفارق أربعة أصوات فقط فضاعت الفرصة على البطولة الفرنسية! والآن بعد خسارة حق الاستضافة لم تعد السلطات الفرنسية موافقة على البناء في ضاحية "بوا دو بولوني" التي تمتليء بالحدائق الخضراء والتي تعتبرها السلطات محمية طبيعية. ومع ذلك ، فمسئولو رولان جاروس ومعهم كريستيان بيمز المدير السابق لاتحاد التنس الفرنسي يقولون إنه يجب الحفاظ على البطولة بحيث تكون في مستوى البطولات العالمية الأخرى ، لكن المساحة المحددة لبناء الإستاد الجديد تعتبر الأصغر – حيث تبلغ أقل من 20 فدانا - بالنسبة لبطولات الجراند سلام الثلاث الأخرى التي تزاد مساحتها بحوالي ضعفين , فمثلا تصل مساحة ملاعب بطولة الولاياتالمتحدة المفتوحة إلى 46,4 فدان ، وأي شخص عانى من الزحام خارج ملاعب رولان جاروس خلال الأعوام السابقة سيدرك تماما بأن التقدير الفرنسي صحيح. وبالطبع ، فإنه يمكن التخفيف من حدة هذا الازدحام عبر تقليل عدد تذاكر دخول المباريات ، إلا أن هذا سيؤثر على قوة البطولة وجماهيريتها ، خاصة بعد أن أصبحت العاصمة الإسبانية مدريد تمتلك هي الأخرى استادا جديدا رائعا تقام عليه مباريات السيدات والرجال يضم 3 ملاعب ، ولكل ملعب منهم سقف قابل للطي. ويقول يسيرن : "لن يتوقف هذا المشروع برحيل كريستيان بيمز , إن عدم قدرتنا على تغطية الملعب عند المطر يعتبر بالفعل عائقا كبيرا حتى عندما تكون أرضية الملعب رملية ، وستكون هذه أول مشكلة نحاول حلها ، أما المشكلة الثانية فهي مشكلة المساحة ، فنحن نحتاج مساحات لكل شيء ، بداية من اللاعبين ومتعلقاتهم وحتى ممثلي الإعلام والجماهير ، هناك الكثيرون الذين يودون الحضور لمشاهدة المباريات ، لكنهم لا يستطيعون بسبب ضيق المساحة".