دعا ممثل المؤتمر الوطنى للمعارضة الليبية فى القاهرة محمد فايز جبريل كلا من رئيس المخابرات العامة المصرية السابق عمر سليمان ورئيس المخابرات الليبى السابق موسى كوسا وأسامة الباز واللواء عبد السلام المحجوب إلى الكشف عن أسرار عمليات اختفاء المعارضين الليبيين فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك. جبريل قال فى تصريحات خاصة ل «الشروق» إن «سليمان وكوسا، الموجود حاليا فى قطر، والباز، والمحجوب، على علم بكل تفاصيل عمليات خطف وتسليم المعارضين الليبيين لمعمر القذافى». واتهم جبريل منسق العلاقات الليبية والمصرية أحمد قذاف الدم، الموجود حاليا فى القاهرة، قائلا إن «قذاف الدم يقف خلف اختفاء زعيم المعارضة الليبية، ووزير الخارجية السابق، منصور الكيخيا فى مصر عام 1993». وأشار إلى أن «الدبلوماسى الليبى المنشق عبدالرحمن شلقم ربط أخيرا بين مبارك وجريمة اختفاء الكيخيا، حتى إن المنظمة العربية لحقوق الإنسان طلبت من النائب العام المصرى فتح تحقيق فى هذه الجريمة»، إلا أنه يرى أن «طرف الخيط فى هذه القضية هو قذاف الدم الذى يعد جزءا من المؤامرة». ومضى جبريل قائلا إن «قذاف الدم، الذى يعرف كل أسرار القذافى، وراء عمليات خطف وتسليم المعارضين الليبيين فى عهد مبارك، وليس الكيخيا فقط»، داعيا «أسامة الباز إلى الإفصاح عما فى جعبته بشأن اختفاء الكيخيا؛ لأنه كان وكيل وزارة الخارجية المصرية آنذاك، ويعلم بما لا يدع مجالا للشك تفاصيل هذه الجريمة». وتذكر المعارض الليبى العاشر من مارس 1993 اليوم الذى اختفى فيه الكيخيا بقوله: «كانت تربطنى به علاقة قرابة وصداقة، فهو أستاذى ومعلمى، وقبل اختفائه بساعات حضرنا أمسية فى أحد فنادق القاهرة، ثم تناولنا العشاء بمنزل ابن شقيقته (زوج أختى)، ثم عاد إلى الفندق حيث يقيم، وفى صباح اليوم التالى تلقيت اتصالا هاتفيا من شقيقه مصطفى الذى وصل لتوه من ليبيا إلى القاهرة، ليبلغنى أن منصور اختفى». واستطرد قائلا: «تم استدعاؤنا من قبل النائب العام للتحقيق، وتابعت القضية مع المخابرات المصرية وجهاز أمن الدولة باعتبارى كنت مسئولا فى الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا عن ملفات اختفاء المعارضين الليبيين فى مصر، إلا أننى لم أتبين الخيط الأبيض من الأسود». وأشار جبريل، الذى يعيش فى القاهرة منذ 20 عاما، إلى أن «حادثة اختفاء الكيخيا ليست الأولى ولا الأخيرة، ففى 1990 اختفى قياديان فى جبهة إنقاذ ليبيا، هما جاب الله مطر وعزات المقريف، كما تم تسليم 28 من الشباب الإسلامى الليبى فى سنوات المواجهة مع القذافى فى أعوام 94 و95 و96، وفقا للاتفاقية الأمنية بين ليبيا ومصر، باعتبار أن كل من يعارض القذافى إرهابى». وأوضح أنه «حينما اختفى مطر والمقريف كان اللواء عبد السلام المحجوب مسئولا عن ملف ليبيا فى المخابرات المصرية، لذلك أنا أدعوه للإفصاح عن تفاصيل عمليات إخفاء المعارضين الليبيين». وختم بقوله: «تلقيت رسالة بخط يد المقريف بعد اختفائه مازلت أحتفظ بها، حكى فيها تفاصيل اختطافه وتسليمه للقذافى وذكر أسماء المسئولين عن عمليات الاختطاف، واستنجد بنا لنمنع إعدام المعارضين، ولكننا لم نستطع نجدتهم رغم أننا أبلغنا المخابرات المصرية بمضمون الرسالة، وبعدها وقعت مذبحة سجن بو سليم، فتأكدنا أن جميع المعارضين الذين سلمتهم مصر للقذافى تمت تصفيتهم».