وصفت صحيفة "البيان" الإماراتية الخطأ الذي وقعت فيه منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو" باعتبارها مدينة القدسالمحتلة عاصمة لإسرائيل، وإن سعت لاحقا إلى البحث عن تبرير، بأنه سقطة ترقى إلى حد الجريمة، وهو ما يجب على المؤسسات الرسمية العربية والإسلامية أن تنبه وتتنبه إليه. وتحت عنوان سقطة "اليونيسكو"، قالت الصحيفة، إن ما جرى لا يمكن أن يكون خطأ فنيا أو زلة غير مقصودة، بل كان محاولة مفضوحة لتهريب المعلومة وانحيازا فاضحا وصريحا للمحتل، موضحة أن صيغة التبرير كان الواضح منها أنها لا تريد إغضاب إسرائيل. ونبهت الصحيفة إلى أن ما وقعت فيه "اليونيسكو" قد يكون توجها مبرمجا ل" بناء" واقع في العقل العربي وفي عقول الشعوب الأخرى عبر تسريب معطيات تتحول مع مرور الوقت إلى وقائع، وأشارت الصحيفة إلى أن ما حدث من قبل اليونسكو مرتبط بمسعى الشعب الفلسطيني إلى الحصول على حقه في إنشاء دولته المستقلة، ونيل الاعتراف بها، كما ينص على ذلك العديد من القرارات الدولية التي طواها النسيان. وأكدت الصحيفة أنه كان أحرى بمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة أن تساند حقوق الشعوب المظلومة لا أن تغتصبها وتنحاز إلى الدولة المحتلة التي تعتدى على التراث العالمي والديني، والذي يجب أن تحافظ عليه اليونيسكو وتحميه بدلا من تزويره بحثا عن أسطورة. وأوضحت أن القرار خطير ومستهجن، والتراجع عنه عبر بيان وعبارات دبلوماسية مطاطة لا يكفر عن الجرم الذي حصل، مطالبة الأممالمتحدة بفتح تحقيق في هذا الموضوع، وشددت الصحيفة على أنه مهما فعل الصهاينة ومهما تآمر المتآمرون ستبقى القدس بكافة شوارعها وحضارتها وثقافتها وحتى رائحتها مدينة عربية فلسطينية وعاصمة أبدية للشعب الفلسطيني وحده. وأكدت الصحيفة، في ختام مقالها الافتتاحي، أنه كان الأجدر بهذه المنظمة التي تدعي السهر على التراث العالمي وحماية ما يتعرض منه للخطر أن تدين الإجراءات والحفريات الإسرائيلية في المدينة المقدسة، وتتصدى لمساعي التزوير التي لا تتوقف عنها إسرائيل لطمس معالم الهوية العربية الإسلامية للقدس.