قدم إمبراطور الإعلام روبرت مردوخ اعتذارا، اليوم السبت، أوردته الصحف البريطانية، فيما حاولت مجموعة نيوزكورب تهدئة الصخب بسبب فضيحة التجسس على مكالمات هاتفية التي هزت الشركة وقضت على اثنين من كبار المسئولين الصحفيين العاملين فيها. وتعهد مردوخ في إعلانات نشرت على صفحة كاملة باتخاذ "خطوات ملموسة" لحل المشكلة، في محاولة لاستعادة المبادرة بعد استقالة ليس هينتون، أحد كبار مساعديه ورئيس مجموعة داو جونز، التي تصدر صحيفة وول ستريت جورنال وريبيكا بروكس الرئيسة التنفيذية لوحدة الصحف البريطانية في مجموعة نيوزكورب أمس الجمعة. لكن البعض تساءل عما إذا كان الاعتذار واستقالة المسئولين ستهدئ من حدة الاستياء العام والغضب السياسي بسبب مزاعم بأن صحيفة نيوز أوف ذا وورلد الشعبية المملوكة لمجموعة نيوزكورب تنصتت على آلاف المكالمات الهاتفية، بما في ذلك مكالمات فتاة عمرها 13 عاما قتلت. وأجبرت الفضيحة مردوخ على بيع صحبفة نيوز أوف ذا وورلد الأسبوعية الأفضل مبيعا في بريطانيا، وسحب عطاء قيمته 12 مليار دولار لشراء أسهم لا يملكها في شركة (بي سكاي بي) البريطانية للقنوات الفضائية. وقال مردوخ في إبداء نادر للأسف: "تعمل نيوز أوف ذا وورلد في مجال محاسبة الآخرين لكنها فشلت عندما تعلق الأمر بها"، وأضافت مذكرة الاعتذار التي وقعها مردوخ، "نعتذر عن الخطأ الجسيم الذي وقع، نأسف بشدة عن الأذى الذي لحق بالمتضررين". ومن المتوقع إصدار اعتذار آخر في الصحف التي تنشر في طبعات الأحد من الصحف البريطانية تحت عنوان "تصحيح ما وقع من أخطاء"، وتتحول الأضواء الآن إلى جيمس نجل مردوخ الذي يفترض أن يكون خليفته، والذي تولى العمليات الأوروبية لمجموعة نيوزكورب مع بدء الأزمة، وسيواجه هو ووالده إلى جانب بروكس هجوما عنيفا في البرلمان البريطاني يوم الثلاثاء. وشملت جهود المصالحة اعتذار مردوخ الشخصي يوم الجمعة لوالدي الطفلة ميلي داولر الذي يتضمن اعترافا بأن صحيفة نيوز أوف ذا وورلد، التي كانت ترأس تحريرها بروكس ويشرف عليها هينتون تنصتت في عام 2002 على البريد الصوتي للابنة المفقودة التي عثر عليها مقتولة فيما بعد. وردا على سؤال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي.) عما إذا كان اعتذار مردوخ غير شيئا، قال عضو البرلمان البريطاني جون بريسكوت: "بالقطع لا". وقال المشرع البريطاني جون ويتينجديل، رئيس اللجنة البرلمانية التي ستستجوب مردوخ وابنه جبمس وبروكس لرويترز أمس الجمعة: بينما تأخر الاعتذار كثيرا كذلك سيستغرق التحقيق في المخالفات وقتا طويلا. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، أمس الجمعة: إن ديفيد كاميرون يرى أن قرار بروكس الاستقالة كرئيسة تنفيذية لنيوز إنترناشونال قرار صائب.