ارتفع الرقم القياسى لأسعار المستهلكين (التضخم) بنحو 0.4%، على مستوى الجمهورية، خلال شهر يونيو الماضى مقارنة بشهر مايو. وأرجع الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء هذا الارتفاع إلى زيادة أسعار السجائر، والتى ارتفعت ب10.4%، كما ساهم فى الزيادة صعود أسعار الألبان، ب8.4%، والأرز ب6.1% خلال يونيو مقارنة بالشهر السابق له. تقول منى منصور، رئيس قسم البحوث بشركة التجارى الدولى للبحوث إن ارتفاع معدل التضخم على مستوى الجمهورية كان متوقعا مع ارتفاع أسعار السجائر والتى تمثل وزنا نسبيا كبيرا فى مؤشر الطعام والشراب، وبالتالى فإن أى زيادة فى أسعارها تساهم فى زيادة المؤشر العام للتضخم. وبلغت نسبة الزيادة فى أسعار السجائر المحلية على المستوى السنوى 76.3%، بحسب بيانات الجهاز المركزى للإحصاء. وقد بدأت الزيادة فى أسعار السجائر منذ يونيو الماضى، على الرغم من أنها كان من المفترض أن تبدأ من شهر يوليو الجارى، مع بداية العام المالى الجديد، تطبيقا للضريبة الجديدة التى فرضتها الحكومة على السجائر المحلية والمستوردة، إلا أن التجار استغلوا الإعلان عن القرار وبدأوا فى رفع الأسعار بالفعل منذ الشهر الماضى، قبل تطبيق الضريبة، وبلغ سعر علبة السجائر «كليوباترا بوكس» 5.50 جنيه بدلا من 5 جنيهات، بينما وصلت «كليوباترا الشعبية» إلى4.50 جنيه بدلا من 4 جنيهات وربع الجنيه فقط، ومارس بعض التجار ممارسات احتكارية أدت إلى أن السجائر المستوردة ارتفع سعرها إلى 15 جنيها بدلا من أن يصل السعر المقرر بعد فرض الضريبة إلى 12 جنيها. وبلغ المعدل السنوى لارتفاع الأسعار فى يونيو 12.1% مقارنة بيونيو من العام الماضى، على مستوى الجمهورية. وعلى الرغم من انخفاض المعدل السنوى على مستوى الحضر ليسجل 11.8% خلال يونيو مقارنة ب11.9% فى مايو الماضى، فإن المعدل جاء أعلى فى الريف حيث بلغت نسبة التضخم السنوى 12.6% فى الريف خلال يونيو. ولم تقتصر الزيادة على السجائر، والألبان حيث سجلت سلع أخرى زيادة فى أسعارها خلال يونيو، منها الحبوب والخبز، والتى سجلت أسعارها ارتفاعا شهريا ب2.9%، يصل إلى 34% على مستوى سنوى، كما ارتفعت أسعار الجبن والبيض على مستوى شهرى ب1.5%، لتقفز ب8.8% على مستوى سنوى. وتقول هناء خيرالدين، الرئيس السابق للمركز المصرى للدراسات الاقتصادية، إن هناك بعض الممارسات غير المشروعة التى بدأ التجار فى ممارستها بالنسبة للأرز، مما أدى إلى شح المعروض منه فى السوق، وبالتالى ساهم فى ارتفاع سعر السلعة، وذلك بعد أن تم إلغاء مناقصات كانت هيئة السلع التموينية أعلنت عنها لتوريد الأرز لسد النقص فى الكميات التى تقدم للمواطن على البطاقات التموينية، والتى يستفيد منها 63 مليون مواطن، بعد فشل مناقصات توريد أرز البطاقات. وساهم ذلك فى ارتفاع أسعار الأرز السائب فى الأسواق، وهو من السلع الغذائية الرئيسية للمصريين، ويعد سلعة رئيسية فى مؤشر الطعام والشراب وله وزن نسبى كبير، وأى زيادة فى أسعاره تساهم فى زيادة معدل التضخم، كما توضح خيرالدين. وقد سجل سعر الأرز الأبيض البلدى زيادة وصلت إلى 92% على المستوى السنوى. وساهمت تلك الزيادات فى رفع مؤشر الطعام والشراب ب0.1% خلال يونيو، مقارنة بمايو، بينما ارتفع المؤشر بنحو 18% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى. وجاءت الزيادة الشهرية فى مؤشر الطعام والشراب على الرغم من انخفاض أسعار معظم أصناف الخضراوات والفاكهة، والدواجن، والبيض فى يونيو مقارنة بمايو. وتتوقع منى منصور أن يقفز معدل التضخم السنوى فى يوليو الجارى، الذى يعلن فى الشهر المقبل، لأنه شهر إجازات ومصايف، ويزداد فيه معدل إنفاق الأسر، مقارنة بشهر يونيو الذى يتزامن مع موسم الامتحانات الذى يقل فيه إنفاق الأسر.