تضاربت التصريحات حول استئناف تصدير الغاز إلى إسرائيل، فبينما أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلى وشركة إمبال الأمريكية الإسرائيلية أن مصر استأنفت أمس الثلاثاء ضخ الغاز إلى إسرائيل بعد إصلاح الأنبوب، قال مهندسون فى الموقع ل«الشروق»، إن عمليات الإصلاح لاتزال جارية ولم يتم بعد استئناف الضخ. وقال مصدر مسئول فى وزارة البترول، رفض ذكر اسمه، ل«الشروق»، «هذا كلام غير صحيح، فلم يتم بعد تقييم الموقف بشكل نهائى، وبالتالى لم يتم تقييم التوقيت اللازم لإعادة استئناف الغاز مرة أخرى»، مشيرا إلى أن عمليات الضخ لن تبدأ قبل ثلاثة أسابيع فى أفضل الأحوال... «العملية ليست سهلة، فهذا خط يحتاج إلى إصلاحات، وليس مجرد عملية ترقيع». وقال مهندسون تابعين لشركة جاسكو مشغل خطوط الغاز الطبيعى فى سيناء إن الضخ لم يستأنف إلى إسرائيل وأن عمليات الإصلاح لاتزال قائمة. وكشف مصدر مسئول، فضل عدم ذكر اسمه، عن أن العبوة الناسفة المستخدمة فى تفجير محابس خط الغاز عند قرية الدراوشة بمركز بئر العبد، كانت أقل حجما من العبوات الناسفة التى استخدمت فى التفجيرات السابقة، مما يؤكد أن لدى الذين قاموا بالتفجير الخبرات اللازمة والمعلومات الدقيقة عن خطوط الغاز وأحجامها وفقا للمصدر. وقال المصدر إن الجزء الذى تم استهدافه هو أنبوب تحكم فرعى، لا يزيد قطره على بوصتين فقط، وهو أقل من حجم الخط الرئيسى الذى لم ينفجر، ولكن تفجير أنبوب التحكم الصغير الرابط بين غرفتى التحكم 2 و3، لم يؤثر كليا على ضخ الغاز لكن تم وقفه لأسباب احترازية. وأضاف المصدر: «تتبع آثار التفجيرات يفسر بعض الأمور فى احترافية القائمين على إعداد المتفجرات، وهو ما يشير إلى جهات خارجية أكثر خبرة فى مجال تصميم المتفجرات وجمع المعلومات عن خطوط الغاز ومواقع غرف التحكم ونقاط ضعف الخط، ويمكن أن تكون بعض العناصر الداخلية مدفوعة للمساهمة فى تنفيذ التفجيرات مقابل المال فقط»، لافتا إلى أنه تم تنفيذ التفجيرين الأخيرين بعد تصريحات إعلامية لسياسيين ضد مد إسرائيل بالغاز وهو «ما يلقى أيضا أبعادا أخرى لأجندة المهاجمين». وفى سياق متصل، قال أحد سكان المنطقة التى تم استهداف أنبوب الغاز عندها إن الأهالى رصدوا شاحنتى دفع رباعى ودراجة نارية فى المنطقة، مضيفا أنهما انطلقا فى الصحراء المحيطة بعد التفجير وربما يكون المهاجمون قد حملوا الدراجة النارية على متن الشاحنتين بعد مسافة من مكان التفجير». وأشار المصدر إلى أن الأهالى سمعوا إطلاق نحو ستة عيارات نارية قبل التفجير بثوان قليلة، وفسروا ذلك بأنه ربما قام منفذو التفجير بإطلاق الرصاص على العبوات الناسفة بقصد تفجيرها. جاء ذلك فى الوقت الذى قال فيه مراقبون محليون إن أكبر التفجيرات وأكثرها تأثيرا هو الذى حدث فى مجمع خطوط الغاز جنوبالعريش فى 5 من فبراير حيث أثر على إمدادات الغاز لإسرائيل والأردن ومصانع أسمنت وسط سيناء بشكل مباشر، وقالوا إن «منفذى التفجير نبهوا قبل التفجير بدقائق على سكان المكان بضرورة مغادرته كما استخدموا تقنيات التفجير بواسطة أسلاك مرتبطة بالعبوة الناسفة بكميات كبيرة، حتى إن دوى الانفجار سمع فى قطاع غزة الذى يبعد عن موقع التفجير بنحو 60 كيلو مترا».