أعلنت الإمارات، اليوم الثلاثاء، أن منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، أدرجت مدينة العين في إمارة أبو ظبي كأول موقع إماراتي على قائمة التراث العالمي للبشرية. وقال المجلس الوطني للسياحة والآثار وهيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، إن هذا الإدراج تم "لتفرد وتميز المواقع الثقافية والأثرية والتاريخية في المدينة، مثل، جبل حفيت، وحضارة هيلي، وبدع بنت سعود، ومناطق الواحات ونظام الأفلاج، والتي تعطيها الكمالية والتنوع التي يصعب تواجدها في مواقع أخرى من هذا النوع في العالم". وأكدت هيئة أبو ظبي للثقافة أن إدراج المدينة في القائمة جرى ضمن الاجتماع ال35 للجنة التراث العالمي باليونسكو، المنعقد حاليا بباريس بمشاركة كافة الدول الأعضاء في اللجنة، والذين أجمعوا على أحقية إدراج اليونسكو لهذه المدينة العريقة التي حافظت على مستوى عال من الأصالة والكمال، بالرغم من خطوات التطور السريعة التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة، وذكرت الهيئة أنها أعدت ملفا علميا متكاملا عن المدينة وتاريخها، ومشاهدها الأثرية وفق المعايير العالمية على مدى 6 سنوات، وقدمته للمنظمة. ومن جانبه، قال الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس الهيئة: إن مدينة العين ما زالت تحافظ على صفاتها المحلية من المنظور العمراني، ويعود الفضل الأول في ذلك إلى مؤسس الإمارات الراحل، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي أصدر مجموعة من القوانين واللوائح التي تضمن محافظة المدينة على "أصالتها وكمالها وسحرها التراثي". وأشار إلى أن قيادة الإمارات قدمت دعما كبيرا لمشروعات صون التراث الثقافي، الأمر الذي توج بنجاح جهود هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث في تسجيل مدينة العين كأول موقع إماراتي على قائمة التراث العالمي للبشرية. من جانبه، أوضح محمد خلف المزروعي، مدير عام الهيئة، أن المواقع الأثرية والمباني التاريخية والمناطق الطبيعية في مدينة العين لا تزال تحافظ على قيمتها الثقافية وكمالها ومحيطها ونسيجها العمراني الأصلي، ومنذ تأسيس الهيئة في أكتوبر 2005 تم جرد المواقع الثقافية والمحافظة عليها وترميمها، من خلال إستراتيجية تعتمد أحدث المنهجيات ووسائل التكنولوجيا المعتمدة دوليا. وأعلن تواصل أعمال المحافظة على العديد من الحصون والأماكن التاريخية، ومنها مسجد وقلعة الجاهلي، وبيت بن هادي في واحة هيلي، والعشرات غيرها من المواقع الأثرية والمباني التاريخية. وأكد المزروعي أنه على المستوى الاجتماعي، فإن العين منطقة يحافظ سكانها لدرجة كبيرة على العادات والتقاليد الاجتماعية القديمة، ويواصلون ممارستهم لهذه العادات والتقاليد بنفس الطريقة المتبعة على مدى أجيال سابقة، ومن الأمثلة على ذلك احتفالات الزفاف والضيافة البدوية والصيد بالصقور وسباقات الهجن والحرف اليدوية المختلفة. يذكر أن (اليونسكو) تسعى لحث دول العالم على تحديد المواقع التراثية الثقافية والطبيعية في كل منها، وحمايتها والحفاظ عليها، كونها تمثل قيمة كبيرة للبشرية، وقد تجسد ذلك في معاهدة دولية أطلق عليها اسم "اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي"، والتي تبنتها المنظمة في عام 1972.