أكد الفنانان أشرف عبد الغفور ومحمود ياسين، أن ثورة 25 يناير سيكون لها بالغ التأثير على الحركة الفنية المصرية خلال السنوات القادمة، مشيرين إلى أن أحداثها ستلهم الفنانين بإبداعات صادقة عنها. وأفاد الفنان أشرف عبد الغفور، نقيب المهن التمثيلية، خلال ندوة "الفن والثورة" التي أقيمت الليلة الماضية بمقر الهيئة المصرية العامة للكتاب، "أن الحديث عن قوائم سوداء أو بيضاء للفنانين هو حديث غير مجد، لافتا إلى أنه طوال ال30 عاما الماضيين كان الشعب يتبع النظام أو يشتغل معه، وبالتالي هل ندين من كان تحت حكم هذا النظام؟. وأضاف، أن ثورة 25 يناير قامت لرفع لواء الحرية والديمقراطية، وكل فرد من حقه التعبير عن رأيه، دون أن يقهر الآخر أو يتسلط عليه، وتابع، قائلا: أما الفنانون المدرجون في هذه القوائم والذين استعملوا رأيهم في قهر الآخرين وتلفظوا بأشياء لا تجوز على شباب الثورة، فهؤلاء من نضع تحتهم الخطوط. وأكد عبد الغفور أن النقابات في مصر بشكل عام كانت ترزح تحت مظلة سياسية وأمنية طوال ال30 سنة الماضية وقبلها، مشيرا إلى أنه كانت هناك "خطوط حمراء" على العمل النقابي، وأن نقابتي الصحفيين والمحامين كانتا الأعلى صوتا، لكن هذا الصوت كان يتحطم على سلالم نقابة الصحفيين بفعل التدخل الأمني. وأوضح أنه يرى أن ثورة 25 يناير ليس لها علاقة بما يدور الآن في الشارع من احتجاجات فئوية، وأن الفترات الانتقالية قد تستمر سنوات في حياة الشعوب، لأننا كنا نعيش وهم دولة المؤسسات، لكننا اكتشفنا الآن أنه لا توجد دولة، وبالتالي علينا أن نبنيها من جديد. وقال عبد الغفور: إن ثورة 25 يناير لم تنته حتى الآن، وبالتالي علينا الانتظار ل4 أو 5 سنوات حتى نقوم بإنتاج أعمال فنية عنها، وأضاف، أما دورنا الآن فهو متعلق بتوعية الناس لمن سيدلون بأصواتهم في الانتخابات القادمة، وهذا هو واجبنا. وأضاف، أن صانعي أفلام الثورة الآن "يركبون الموجة" بانتهاز واستغلال لهذه الثورة، ولن تكون لأعمالهم أية قيمة، وما قصدته عن أفلام الثورة هو التأريخ لأحداثها كيف بدأت؟ ولماذا؟ ونتائجها غير المعلومة حتى الآن. صناعة السينما ماتت منذ الثمانينات من جانبه، أكد الفنان محمود ياسين، خلال ندوة "الفن والثورة"، أن ثورة 25 يناير لامست قلوبنا ووعينا وطموحاتنا وطمأنتنا على المسار القادم، لكنه قال: إن المطروح على الساحة السياسية حاليا يحيلنا إلى متاهات ويبعدنا عن القضايا الحقيقية التي هي تطوير التعليم والصحة والارتقاء بالإنسان المصري. وقال ياسين، عن صعود التيارات السلفية: "إن هؤلاء ليسوا إلا مناكفين يشاغلوننا عن كل شيء، وكلنا وحتى الأطفال منا لدينا رصيد من الثقافة الدينية، مشيرا إلى أن دور الفن موجود وسيظل موجودا". ورأى ياسين أن "الدولة تخلت عن صناعة السينما، وهي كارثة بكل المقاييس منذ أوائل الثمانينات بدخولها إلى ما يسمى ب(الاقتصاد الحر)"، مشيرا إلى أن الدولة كانت تساهم في إنتاج ما بين 80 إلى 90 فيلما، وصعد الرقم إلى 120 فيلما سنويا، أما الآن فننتج 20 فيلما بالكاد، وأن السينما الحقيقية لا تتجاوز 5% من هذا العدد. وأضاف، أن صناعة السينما ماتت منذ الثمانينات، ولم يعد لدينا صناعة بالمعنى المعروف، مع أنه لدينا العديد من الأستوديوهات العريقة، مثل أستديو مصر الذي أنشأه طلعت حرب، والنحاس والأهرامات. وأشار إلى أن الفن بشكل عام يجب ألا يصادر، ويجب أن نرسي قواعد حرية التعبير، وتابع قائلا: قلت للرئيس السابق حسني مبارك إن الدولة رفعت يديها عن السينما، فقال لوزير الثقافة السابق فاروق حسني: لماذا، فرد الوزير إن السينما لم تعد تتبعه. وشدد الفنان محمود ياسين على ضرورة أن تتحمل الدولة لمسؤولياتها في إعادة صناعة السينما إلى اعتبارها وريادتها في المنطقة.