حصلت «الشروق» على تفاصيل اللقاء الذى جمع بين هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية و16 ناشطا مصريا فى مقر الخارجية الأمريكية بواشنطن أمس الأول. وعلى عكس ما توقعه البعض من مقابلة هيلارى مع ناشط واحد، رجح البعض أن يكون سعدالدين إبراهيم، فإنها التقت 16 ناشطا مشاركا فى برنامج «جيل جديد من أجل الديمقراطية» الذى تنظمه مؤسسة فريدم هاوس «بيت الحرية». وقال باسم فتحى أحد المشاركين خلال اتصال تليفونى مع «الشروق» إن اللقاء كان قصيرا للغاية حيث صافح المشاركون هيلارى والتقطوا معها صورا تذكارية، ثم بدأت مؤتمرا صحفيا، وهم فى خلفيتها، وأوضح أن أحد الصحفيين سأل هيلارى عن دعم الإدارة الأمريكيةالجديدة لحقوق الإنسان والديمقراطية فى مصر، فأجابت بأن مصر شريك رئيسى للولايات المتحدة، ودعم الديمقراطية على قمة أولويات الإدارة الأمريكية، لكنها أكدت أيضا أهمية الإصلاح الاقتصادى، وهو الأمر الذى أكدت أن خطاب أوباما المرتقب سيتطرق إليه. وكانت هيلارى كلينتون صرحت فى المؤتمر الصحفى بأنه من مصلحة مصر أن تبدى مزيدا من الاحترام لحقوق الإنسان وهو ما وصفته وكالة رويترز بأنها بذلك تلمس وترا حساسا فى العلاقات بين الولاياتالمتحدة ومصر قبل زيارة أوباما. وسئلت كلينتون تحديدا هل ستثار هموم حقوق الإنسان خلال الزيارة المرتقبة فقالت إن هذا الأمر دائما على جدول الأعمال. وأضافت «أود أن أشدد على الفرص الاقتصادية لأنه من الفرصة الاقتصادية تأتى الثقة ويأتى الإدراك بأن الناس يمكنهم أن يرسموا مستقبلهم بأنفسهم. ومن ثم فإن هذا كله جزء مما سوف نناقشه»، وقالت كلينتون إنها تعتزم إرسال وكيل وزارة الخارجية بيل بيرنز إلى القاهرة فى وقت لاحق ليفتح ما سمته مناقشة شاملة فى «مجموعة كاملة من القضايا». وقال عدد من الشباب المشاركين فى اللقاء إن هيلارى سألتهم عن رأيهم فى الولاياتالمتحدة، وبرنامج جيل جديد الذى تنظمه مؤسسة فريدم هاوس، ورغم قلة الدقائق التى جمعت هيلارى بالنشطاء، فإن بعضهم انتهز الفرصة، وطالبها بدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان فى الشرق الأوسط وضرورة إشارة أوباما لها فى خطابه. وكانت فريدم هاوس أصدرت بيانا صحفيا أمس قالت فيه إن المشاركين اجتمعوا مع مساعد الوزيرة لشئون الشرق الأدنى جيفرى فيلتمان، وطالبوا بلقاء يجمع أوباما مع النشطاء الشباب المستقلين أثناء زيارته القاهرة، واستمرار تقديم إدارة أوباما للدعم المادى والمعنوى لنشطاء المجتمع المدنى وحقوق الإنسان فى مصر. ومن بين المشاركين فى اللقاء ماجد سرور مدير مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى، ومحسن كمال نائب مدير مركز أندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف، ومحمد عادل الباحث بالبرنامج الإنمائى للأمم المتحدة وباسم فتحى وأحمد عبدالعزيز الناشطان السياسيان والمدونة راندا أبوالدهب. وسبق لفريدم هاوس أن نظمت لقاءات بين المشاركين فى برنامجها جيل جديد من أجل الديمقراطية وبين وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس، فى عامى 2007 و2008. ويرى بعض المراقبين أنه رغم قصر مدة اللقاء فإن ظهور النشطاء معها فى المؤتمر الصحفى يحمل دلالة مهمة على استمرار دعم الولاياتالمتحدة لنشطاء المجتمع المدنى وقضية الديمقراطية وحقوق الإنسان فى مصر. فيما صرح نيل هيكس متحدثا باسم هيومان رايتس وتش، وهى من كبرى منظمات حقوق الإنسان فى الولاياتالمتحدة، بأن ما يقوله الرئيس أوباما ويفعله وهو فى مصر سيكون مؤشرا حاسما على الأهمية التى توليها الحكومة الجديدة لتعزيز حقوق الإنسان على مستوى العالم. وبعد لقائه كلينتون يوم الأربعاء الماضى، قال وزير الخارجية المصرى أحمد أبوالغيط إن الحكومة الأمريكيةالجديدة «مختلفة اختلافا كبيرا» عن الحكومة السابقة إذ تستخدم تعبيرات طنانة أقل حينما يتصل الأمر بمناقشة قضايا مثل حقوق الإنسان، وأضاف «وهم يستمعون أيضا».