رغم زيادة حدة التوترات فى سوريا واستمرار الاحتجاجات المطالبة بإصلاح النظام فإن مسلسل «فى حضرة الغايب»، الذى يروى السيرة الذاتية للشاعر الفلسطينى الراحل محمود درويش لم يتوقف منذ بداية الاحتجاجات سوى اسبوعين فقط، وتم استغلال هذا التوقف فى تجهيز ملابس وديكورات المرحلة التالية فى حياة درويش. ويواصل حاليا المخرج نجدت أنزور تصوير المشاهد الأخيرة من أحداث العمل داخل الحدود السورية، على أن يطير خلال الأيام المقبلة إلى فرنسا لتصوير المشاهد الخاصة بزيارات الشاعر الراحل لباريس، وتحضر بعدها أسرة المسلسل إلى القاهرة لتصوير آخر مشاهد العمل على الإطلاق، ليكون فى مقدمة الأعمال الدرامية المهمة الجاهزة للعرض فى الموسم الرمضانى المقبل، ورغم ذلك يواجه أزمة تسويقية تهدد مصيره. ورغم وصف الفنان والمنتج فراس إبراهيم للمسلسل بال«أيقونة»، أكد تجاوزه للدراما العربية، ووصوله لمستوى العالمية، مؤكدا أن المسلسل والأعمال المشابهة، التى تصل ميزانيتها إلى 7 ملايين دولار، لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تستعيد ولو نصف ميزانيتها. فالقنوات كانت تشترى المسلسل الأعوام السابقة بمبالغ تصل إلى 2 مليون دولار، ونفس هذه القنوات تعرض الآن 100 ألف دولار كحد أقصى لشراء حق عرض المسلسل، وهو ما يمثل 5% من سعر العام الماضى. وهذا يؤكد أن المسلسل حتى إذا تم توزيعه ل 20 محطة، وهو رقم خيالى فى علم تسويق الأعمال الدرامية لن يستطيع المنتج استعادة ما تم إنفاقه على فى إنتاجه. وأوضح فراس أن الأزمة التى تواجه تسويق الدراما هذا العام، ستؤدى إلى انهيار وتراجع جودة المسلسلات لمدة لا تقل عن 4 سنوات، خاصة أن المنتجين لن يستعيدوا أموالهم، وسيضطرون إلى تقديم أعمال «هزيلة وتافهة» فى العام المقبل، لأن المنتجين سيرفضون التضحية برءوس أموالهم، بعد تعرضهم للانكسار والخسارة هذا العام. ونفى فراس أن يكون حديثة عن انهيار الدراما بحثا عن الربح لكونه منتجا، وقال: «نحن كمنتجين لم نعد نفكر فى الربح، لأن هذا أصبح حلما يستحيل تحقيقه، ولكننا نرغب فقط فى الاستمرار، والتوصل إلى طريقة ندافع بها عن البقاء. وأرجع فراس ما تتعرض له الدراما من انهيار لسيطرة سوق الإعلانات على الفضائيات، وتحكم المعلنين من تجار فى تقييم المسلسلات، لدرجة أنهم أصبح لهم الحق فى تحديد المسلسل الجيد وغير الجيد حسب أهوائهم، وليس بناء على تقييم المستويين الفنى والإنتاجى للمسلسلات، وهذا المنطق الاستهلاكى لا يمكن أن تبنى عليه الآمال. وعن تأثير احتجاجات سوريا على العمل قال فراس: الاحتجاجات لم تؤثر مطلقا على سير العمل، وقد انتهينا بالفعل من تصوير معظم أحداث المسلسل، ولم يتبق سوى أسبوعين فقط على ختام التصوير، وبالتوازى بدأ المخرج نجدت أنذور عمليات المونتاج للحلقات الأولى فى المسلسل ليكون جاهزا للعرض قبل حلول شهر رمضان بأسبوعين على الأقل. وشدد فراس على أن الثورات العربية والاحتجاجات فى سوريا ليس لها تأثير مباشر على مسلسلات رمضان، موضحا أن الأزمة تتعلق بالوجع الاقتصادى الذى تعانى منه جميع الدول العربية، وانعكس بدوره على القنوات الفضائية، التى تعد السوق الرئيسية للدراما. «فى حضرة الغياب» من تأليف حسن يوسف، ويشارك فى بطولته سلاف فواخرجى، وأحمد زاهر، وميرنا المهندس، ومرح جبر، ودينا هارون، وعبدالحكيم القطيفان.