اتجهت أنظار الجماهير قبل بداية المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم إلى المواجهة المثيرة بين الأرجنتيني الشاب ليونيل ميسي نجم برشلونة والبرتغالي كريستيانو رونالدو نجم مانشستر يونايتد الإنجليزي ، ولكن ميسي برهن أمام العالم كله خلال المباراة على أنه اللاعب الأفضل في العالم حاليا ، حيث نجح هذا اللاعب الذي يتسم بالخجل والهدوء خارج الملعب على منافسه البرتغالي الذي يميل إلى الاستعراض في كل مكان! وفرض ميسي نفسه بقوة على عرش أفضل لاعبي كرة القدم في العالم بعد أن قاد برشلونة للفوز على مانشستر يونايتد ورونالدو بهدفين في نهائي دوري الأبطال الأربعاء الماضي. ولم يقدم ميسي في النهائي ما يظهر مستواه الحقيقي أو العرض الذي كان ينشده في هذه المباراة ، وربما يكون ذلك بعد أن أبعده جوسيب جارديولا المدير الفني للفريق عن المركز الذي اعتاد اللعب فيه على الجانب الأيمن من هجوم الفريق ، ودفع به ليلعب دورا حرا خلف رأسي الحربة الفرنسي تييري آنري والكاميروني صامويل إيتو. ولكن الهدف الذي سجله ميسي في الدقيقة 70 من المباراة ليؤكد فوز فريقه ويقضي على آمال مانشستر في تحقيق التعادل كان كافيا لتدوين اسم ميسي في سجلات التاريخ. ويعد هذا الهدف هو التاسع لميسي في البطولة خلال الموسم ، ليعتلي اللاعب قائمة هدافي دوري الأبطال هذا الموسم ، بالإضافة إلى تسجيله 23 هدفا لبرشلونة في الدوري الإسباني. وبعد انتهاء المباراة ، قال ميسي بخجله واعتداله المعتادين : "كنا جميعا على درجة من الأهمية اليوم ، ولم أكن بمفردي كذلك .. كل من أعضاء الفريق لعب دوره بطرق مختلفة". وكان شابي إيرنانديز قد فاز بلقب أفضل لاعب في المباراة بعد أن سيطر على مجريات اللعب في وسط الملعب إلى جوار زميله أندريس إنييستا. ولكن التركيز كان أكبر وأبرز على ميسي ترقبا لما سيفعله هو ورونالدو في صراعهما على لقب أفضل لاعب في العالم. وبدأ رونالدو مباراة النهائي بشكل رائع ، ولكنه سقط سريعا تحت سيطرة دفاع برشلونة ، وظهر إحباطه وارتباكه من خلال العديد من الالتحامات القوية مع لاعبي برشلونة في نهاية اللقاء ، وخاصة مع كارلوس بويول ، ثم احتكاكاته مع لاعبي مانشستر التي كلفته إنذارا. وأصبح ميسي الذي يحتفل بعيد ميلاده الثاني والعشرين في يونيو المقبل في وضع جيد للفوز بجميع الجوائز الشخصية والإطاحة برونالدو من فوق عرش أفضل لاعبي العالم والذي ارتقاه اللاعب البرتغالي في استفتاء الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" في نهاية العام الماضي. وكان ميسي قد تعلم كرة القدم في الأراضي القاحلة بمدينة روساريو الأرجنتينية ، ثم انضم إلى قطاع الناشئين بنادي نيولز أولد بويز في التاسعة من عمره ، ثم خطف الأنظار إليه من خلال مهارته الفائقة في المراوغة والتسديد القوي بقدمه اليسرى. ونما إلى علم برشلونة والأندية الأوروبية الكبيرة أنباء عن هذا اللاعب الناشيء ومهاراته الفائقة ، ونجح برشلونة في ضمه عام 2000 ومنحه وعدا بأن يكون له مكان في أكاديمية الشباب بالنادي بالإضافة لتوفير وظيفة لوالده. وعمل مدربو قطاع الشباب بنادي برشلونة بشكل جديد من أجل زيادة طول قامة اللاعب ، بالإضافة لقوته في التعامل مع الكرات العالية ووعيه التكتيكي. وكان للمدرب الهولندي فرانك ريكارد المدير الفني السابق لبرشلونة الفضل في الدفع باللاعب في الناحية اليمنى من الملعب بدلا من اليسرى عندما منحه فرصة المشاركة الأولى مع فريق برشلونة الأول في عام 2004 ، مما منح ميسي الفرصة للانطلاق والتقدم في عمق دفاع الفرق المنافسة بفضل قدرته على المراوغة بقدمه اليسرى. وساعد ميسي فريق برشلونة على الفوز بلقب الدوري الإسباني عامي 2005 و2006 لكنه غاب بسبب الإصابة عن المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا عام 2006 عندما فاز الفريق على الأرسنال الإنجليزي. ورغم ذلك شارك اللاعب مع المنتخب الأرجنتيني في نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا وسجل هدفا رائعا في مباراة الفريق أمام صربيا. كما لعب دورا مؤثرا للغاية في فوز المنتخب الأرجنتيني بذهبية كرة القدم للرجال في دورة الألعاب الأوليمبية الماضية "بكين 2008". ولعب ميسي دورا هائلا في فوز برشلونة بثلاثيته التاريخية : دوري وكأس إسبانيا ودوري أبطال أوروبا ، في الموسم الحالي. فقد سجل ميسي 23 هدفا لبرشلونة في الدوري الإسباني منها ثلاثة أهداف في شباك منافسه التقليدي العنيد ريال مدريد الذي خسر ذهابا وإيابا أمام برشلونة في الدوري الإسباني. كما هز ميسي شباك أتليتك بلباو في المباراة النهائية لكأس ملك أسبانيا قبل أن يسجل هدفا غاليا في مباراة النهائي الأوروبي أمام مانشستر يونايتد.