بعد خمسة أشهر من السجال نجح نجيب ميقاتى أخيرا فى تشكيل الحكومة اللبنانية الأسبوع الماضى، إلا أن البعض يعتبرون أنها «ولدت ميتة»، نظرا لكم التحديات التى تواجهها، لاسيما فى ظل الثورة الشعبية بسوريا. وتردد قوى المعارضة، تيار 14 آذار بقيادة رئيس الوزراء السابق سعد الحريرى، أن هذه الحكومة تم تشكيلها بالتوافق بين حزب الله اللبنانى (شيعى) وسوريا، كما تعرضت لهجوم لاذع من الرئيس ميشال سليمان، الذى طالبها بإعلان طرابلس «مدينة منزوعة السلاح» بعد المواجهات الدامية بين سنة وعلويين قبل أيام، فضلا عن عدم رضا الولاياتالمتحدة عن حكومة ميقاتى. وبحسب قول المحلل السياسى اللبنانى إبراهيم بيرم ل«الشروق» فإن «التحدى الحقيقى أمام حكومة ميقاتى هو تيار 14 آذار، حيث بدأ تصعيدا فى الشارع، مثل أحداث طرابلس، التى استخدم فيها العنف السياسى والخطاب المذهبى.. هذا التيار يريد وأد الحكومة، مستندا على الاحتجاجات الشعبية فى سوريا (ضد الرئيس بشار الأسد من الطائفة العلوية)»، متهما هذا التيار بأنه «يخوض معركة المعارضة السورية، ويعتبر سقوط نظام الأسد وشيكا، ولن يسمح لحلفاء دمشق باللسيطرة على الحكومة اللبنانية». بيرم شدد على أن «هذه الحكومة تتكون من توليفة جديدة على الشارع اللبنانى، ففيها تيار 8 آذار (بقيادة حزب الله المؤيد لنظام الأسد)، ومجموعة وزراء تكنوقراط تابعين لميقاتى، والنائب وليد جنبلاط الذى تحالف مع 8 آذار، ووزراء جاء بهم رئيس الجمهورية». وأقر بأن «الواقع يفيد بأن دمشق هى التى أسرعت بتشكيل هذه الحكومة؛ لأن الفراغ فى لبنان كان سيؤدى إلى فوضى عارمة بعد تمكن اعداء سوريا فى لبنان من ملء الفراغ فى الشارع اللبنانى». كما أن حكومة ميقاتى «لا تتمتع برضا الولاياتالمتحدة؛ لأنها ليست بمواصفتها كما أن خطوطها العريضة تعادى واشنطن، ولكن من المستحيل أن تدخل هذه الحكومة فى مواجهة مع واشنطن، ومن المتوقع أن يحمل البيان الوزارى المرتقب رسائل طمأنة للغرب بشأن سلاح حزب الله والمحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة (رئيس الوزراء الأسبق رفيق) الحريرى» فى فبراير 2005. أما النائب البرلمانى عن حزب الله حسن حب فقال ل«الشروق» إن «واشنطن لديها موقف مسبق من المعارضة الوطنية القديمة التى هى اليوم أكثرية؛ لأنها تدعم المقاومة، وهذا الموقف ليس جديدا». وعن تأثير ما يحدث فى سوريا على الحكومة اللبنانية الحالية، شدد حب الله على أن «العلاقات بين لبنان وسوريا استثنائية، وما يحدث فى سوريا الآن ليس ثورة شعبية مثلما حدث فى دول عربية أخرى، ولكنها مجموعات مسلحة تخل بالأمن السورى، وهناك تآمر خارجى على دمشق، ونحن فى لبنان حريصون على استقرار سوريا فأى خلل فى سوريا سينعكس على لبنان. ولهذا سارعت لبنان إلى تشكيل الحكومة لتحمى حدود سوريا».