مثلما عزفت أصابع فلول الحزب الوطنى المنحل على أوتار الفتنة الطائفية للتغطية على محاكمة الفاسدين، بدأت فلول المنحل العبث والعزف مرة أخرى فى المحافظات، ولكن على أوتارا مختلفة. فقد كشف احد العاملين بادارة أبوحمص التعليمية، عن وجود تلاعب بكشوف مدرسين الحصة بالادارة التعليمية، حيث قام فلول الوطنى بالمركز باستخراج تراخيص للعمل بالحصة لاقاربهم والمحاسيب، وإثباتها فى كشوف المرتبات فقط، رغم عدم حاجة العمل لهم. وأكد مصدر «طلب عدم ذكر اسمه»، انه تبين من كشوف هيئة التدريس بمدرسة ديرامس الابتدائية، بقرية جواد حسنى، أن عدد المعلمين بها لا يتجاوز 20 معلما، وأن الفلول استخرجت تراخيص عمل بالحصة لعدد 59 فردا، ممن ليس لهم أية صلة بالتعليم. وان عددا كبيرا من المدرسين تقدموا بشكاوى لوقف هذه المهزلة التى تكلف الدولة الكثير، من خلال صرف مكافآت ورواتب لهم. على جانب آخر، وجهت امانة حزب التجمع بالمنوفية، رسالة للامانة العامة تؤكد أن الحزب اصبح هشا وضعيفا، بسبب سياسات لم تكن معهودة من قبل. واستنكرت الرسالة غياب الوثائق والتقارير السياسية والتنظيمية التى يجب أن تكون بين أيدى أعضاء الحزب قبل بدء فعاليات المؤتمر العام، كما أنها أحد شروط مشروعية انعقاد المؤتمر. وأن غياب عملية تقييم أداء الحزب السياسى والتنظيمى والمالى، والرؤية المستقبلية ترتب عليه انضمام أعضاء تحوم حولهم الشبهات بعضويتهم السابقة فى الحزب الوطنى المنحل، مما يؤثر على مصداقية الحزب لدى الرأى العام. وفى محافظة قنا، تم تدشين أكثر من 15 ائتلافا، يسعى كل منها إلى تحقيق مطالبه وأهدافه السياسية،تحت عباءة « الثورة وشباب الثورة»، ورغم دورها فى مراقبة ما يدور من أحداث، وتنفيذ مطالب الثورة بالإطاحة برموز الحزب المنحل، وكشف قضايا الفساد، فإن الكثيرين استغلوا هذه الائتلافات واستخدموها «كورقة ضغط» على الهيئات والموظفين الحكوميين لتحقيق مصالحهم ومكاسبهم الشخصية مستغلين فى ذلك ضعف الحكومة التى تستجيب لأى مطالب جماهيرية. «الشروق» استطلعت آراء عدد من القوى السياسية فى الشارع القناوى، حول هذه الائتلافات، والدور الذى تلعبه وقال الناشط السياسى ومنسق حزب الكرامة أحمد فتحى، إنه فى العهد البائد كان الجميع من المواطنين ممنوعين من التحدث فى أى شىء ضد الحكومة، وبعد الثورة حاول الجميع أن يشارك وسعى عدد كبير من المواطنين أن يشاركوا وأن يكون لهم دور فى الحياة السياسية، وذلك من خلال الائتلافات، التى أصبحت منقسمة الآن إلى قسمين، أولهما مجموعة تحاول أن يكون لها دور فعلى فى الشارع وفى الحياة السياسية، أما المجموعة الثانية فهم تابعون للحزب الوطنى، وهؤلاء أشد خطرا على الثورة لأنهم يحاولون جاهدين إعادة مجدهم القديم فى صورة 25 يناير. جمال فريد، أمين الحزب الناصرى بأبوتشت، وجه انتقادا حادا لائتلافات الثورة فى قنا قائلا «هما دول فلول الحزب الوطنى لأنهم شوهوا صورة محافظة قنا، وضموا تيارات دينية متشددة، وأصبحوا يتحدثون باسم الثورة، واصفا إياهم الائتلافات بالتهريج المنظم، وإنهم يحاولون اكتساب الشهرة الاعلامية لتحقيق مطالبهم الشخصية. واعتبر فريد، العصبية والقبلية هى محركة دفة السياسية فى الصعيد، وليس الائتلافات أو الاحزاب السياسية، فليس لها أى دور سياسى أو شرعية وكل ما يسعون إليه هو تحقيق المصالح الشخصية. مضيفا أن الصعيد لم يكن به ثورة فالصعيد شارك وجدانيا، أما شهداء قنا فهؤلاء ماتوا فى ميدان التحرير وليس بقنا، والدليل على ذلك أن ميزانية الصعيد مازالت كما هى 20 مليون جنيه، وهذا يعنى أن الصعيد لم تكن به ثورة. وطالب فريد، الجهات الحكومية بأن يكون تعاملها مع اللجان الشعبية الموجودة فى القرى والمدن والتى تعمل على خدمة المواطنين وليس الائتلافات. وقال عبدالباسط جاد الكريم، عضو ائتلاف شباب الثورة بقنا، هناك الكثير من المتسلقين الذين يحاولون الصعود من خلال الثورة، وقال «كان لنا قائد نسير خلفه اكتشفنا بعد ذلك أنه من كوادر الحزب الوطنى، وأنه يعمل لتلميع نفسه من أجل انتخابات مجلس الشعب وأنه من الفاسدين». واقترح جاد الكريم، أن يتم إلغاء كل الائتلافات الموجودة فى الشارع، وأن يكون هناك ائتلاف واحد فقط يجمع الشخصيات التى تتمتع بسمعة جيدة بين المواطنين، ويسعى هذا الائتلاف لتحقيق مطالب الثورة، بدلا من كل هذه الائتلافات التى تعيد لنا ذكرى الحزب الوطنى مرة أخرى. من ناحية أخرى، سيطرت حالة من الغضب والارتباك على اهالى البحيرة، واعتزم عدد كبير من الاهالى، تنظيم وقفة احتجاجية، بعد سيطرة فلول الوطنى على اللجان الشعبية فى غيبة من المسئولين، حيث استغلت قيادات بالحزب المنحل علاقتها بالمسئولين وفرضت سيطرتها على اللجان الشعبية، مما زاد الاوضاع سوءا، وانتشرت المجاملات على حساب الغلابة، خاصة امام المخابز، بعد أن اختفى مفتشو التموين وتركوا عمليات الاشراف والرقابة لفلول المنحل، مما ادى الى حدوث مشاجرات والتعدى على المواطنين. وأكد المهندس محمد رشوان مدير عام الرقابة بالبحيرة، أن الاوضاع بعد الثورة ازدادت سوءا، خاصة فى ظل الانفلات الامنى الذى تشهده البلاد، وسيطرة البلطجية على منافذ توزيع الخبز، مما زاد من فرص فلول الوطنى لإحكام قبضتهم على الشارع. أعد هذا الملف غادة الدسونسى ومحمد السرساوى وخميس البرعى وحمادة عاشور