كمال أبوعيطة القيادى العمالى البارز، وأحد مؤسسى اتحاد عمال مصر المستقل، ونقيب الضرائب العقارية المستقلة، أول نقابة مستقلة فى مصر، يحكى ل«الشروق» قصة ائتلاف عمال الثورة، وعلاقتهم بجماعة الإخوان المسلمين، التى أكد أنها لن تتمكن من تأسيس اتحاد مستقل بها، معتبرا أن مكتب عمال يكفيهم، وعن الاتحاد الرسمى، قال أبوعيطة: «عصر الديناصورات انتهى». ● ما حقيقة التحالف الذى عقدتموه مع الإخوان وقت الثورة؟ لم يحدث أننا شكلنا تحالفا مع الإخوان، كان مجرد مشروع لم يكتمل، نتيجة عدم اقتناع بعض قيادات الإخوان بفكرنا ومنهجنا، وفضل الإخوان تنظيم نقاباتهم الإخوانية المستقلة. ● وماذا عن استمرار عمل الاتحاد الرسمى الذى تقدمتم ببلاغات للنائب العام لحله؟ حل الاتحاد هو الحل.. وما لم يحدث الحل فإنه بمجرد أن يصدر قانون الحريات النقابية، لن يكون هناك اتحاد حكومى، لأنه سيكون مخالفا للقوانين القائمة، وفى جميع الحالات نحن معنا أحكام قضائية واجبة النفاذ بحله. ● إذن هل تأخر حل الاتحاد لحين القضاء عليه قانونيا بعد إصدار القانون؟ قرار الحريات النقابية وقانونها كشف الغطاء عن الحرية النقابية ولم ينتزعها. ● فى الوقت الذى تصرون فيه على أنكم لم تتلقوا دعوة لمؤتمر العمل العربى، أكد البرعى توجيه الدعوة لكم.. بماذا تردون؟ هذا المؤتمر استغله الاتحاد الرسمى كمحاولة أخيرة للحياة، ليفرض من خلاله قوته ونفوذه، ووجه الدعوة لأمثاله من الحكومات العربية، والدليل على ذلك أن الاتحادات العمالية، التى حضرت المؤتمر من الدول العربية التى قامت بها ثورات، تطالب بحلها. ومن خلال هذا المؤتمر كان الاتحاد الرسمى يبحث عن الشرعية العربية والدولية، ولكن هذا لن يؤثر بطبيعة الحال على عملنا واستمرارنا فى التمسك بالحرية النقابية، وعليهم أن يعرفوا أن الديناصورات انقرضت منذ قديم الأزل فى كل أنحاء العالم، والدور عليهم. ● ما رأى الاتحاد المستقل فى المصالحة التى تمت بين وزارة القوى العاملة والاتحاد الرسمى؟ هذه ليست مصالحة، بل سيناريو مرسوما بعناية، وأشبه بوضع «السكر على الملوخية»، والدليل على ذلك أنهم ضربوا بها عرض الحائط خلال مؤتمر العمل العربى ووزعوا منشورات ضد الوزير البرعى وسياساته، وهذا يؤكد أنهم أعداء الحرية النقابية، لأنهم اعتادوا على العضوية الإجبارية الباطلة، والتى تتنافى مع الدستور المصرى سواء قبل أو بعد الثورة. ● إلى أين من الممكن أن تنتهى المنافسة بين الاتحادات المستقلة الوارد تأسيسها والتى تمتلك مرجعيات سياسية؟ لا خوف من تدخل الأحزاب السياسية فى مصر فى الحركة العمالية، لأن شرطى العمل النقابى هما الديمقراطية التى تعنى اختيار أعضاء النقابة لممثلهم، والاستقلال الذى يعنى عدم اتباع سياسات أحزاب أو توجهات معينة. الأحزاب والقوى السياسية مثل الإخوان ليس فى استطاعتها تأسيس اتحادات عمالية، ولكن من الوارد أن تنشأ مكاتب عمال، والإخوان المسلمون لن يتمكنوا من تأسيس اتحاد خاص بهم لأنه مكلف للغاية، وتدخل الأحزاب فى العمل النقابى يعد من قبيل ركوب الأمواج.