نجحت الثورة المصرية بسواعد أبناء مصر الشرفاء وبدماء العاشقين لتراب هذا الوطن واستحقوا مرتبة الشهداء وسكنوا في منازلهم بفردوس الجنان رغم اختلاف علماء الدين في مكانتهم ولكنهم شهداء الوطن والأرض بنص حديث رسول الله صلى الله علية وسلم (من قتل دون عرضه فهو شهيد ومن قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون أرضه فهو شهيد) وهؤلاء قالوا كلمة حق عند سلطان جائر فاستحقوا تلك المنزلة الرفيعة. ورقص من رقص على دمائهم وربح من ربح على حساب موتهم ولكن لنا الآن أن نتسأل: دماء وشهادة من أجل تراب الوطن ومن المستفيد؟ أليس من حق هذا الوطن وذاك الشعب أن يتوج بعرس شهادتهم؟ أم هي مجرد أحزاب تسامت وانشقت وشقت الصف المصري وقسمت دماء الشهداء فيما بينها؟. يتاجرون بكل رصاصة في أجساد الشهداء ويحتسون كؤوس دمائهم من أجل مناصب سياسية وكراسي لم يدفعوا ثمنها من دمائهم بل من دماء غيرهم والآن يتاجرون بالبقية المتبقية من دماء هذا الشعب ويحاولون تجسيد الحزب الوطني بكل صوره والمهم الغاية ومن أجلها كانت الوسيلة خدعونا تحت شعار الدين ولطالما ساروا تحت شعار الإسلام. فكيف كان مبدأهم وشعارهم دائما القرآن هو الدستور والآن يقبلون أعضاء ... في حزبهم بعد أن كانوا جماعة محظورة في ظل الحزب الوطني الذي ارتدوا عباءته ونهجوا نهجه. فلم نعد نشعر بغياب الحزب الوطني عن المشهد السياسي بل أصبح هو الغائب الحاضرالذى يتحرك خلف أظهرنا ومن بين أيدينا . إن المبادئ لا تتغير ولا تتجزأ ولا تتلون تباعا للظروف المحيطة وليست هي لعبة السياسة إذا حملت طابع الإسلام لأن الإسلام دين وتشريع يراه المسلم من منظور العبادة والمعاملات ولذلك قسم الله تعالى العبادة إلى قسمين عبادة شرعية وعبادة تعاملية ولا يقبل الله الشرعية بدون التعاملية. وغير المسلم يراه من خلال تصيد الأخطاء السلوكية ليتمكن من الطعن فيه عبر العبادة التعاملية. وتضيع الحقيقة في أعين الشارع المجتمعي مابين السياسة والدين فلاهم أضفوا شعار الدين على الحياة فكان التراحم وعدم التسارع على السلطة والمناصب السياسية. ولاهم تخلوا عن شعار الدين وكان المقصد الأساسي لعبة السياسية. فكيف إذا نأمن على مستقبل مصر إذا أصبح بين أيديهم؟