فشل ائتلاف رئيس الوزراء الايطالي اليميني سيلفيو برلوسكوني في محاولته البقاء في الحكم في معقله ميلانو واجتذاب نابولي من اليسار في الجولة الثانية من الانتخابات البلدية حسب النتائج الرسمية. ففي ميلانو فاز مرشح اليسار غيليانو بيسابيا ب 55.12% من الأصوات مقابل 44.87 % لرئيسة البلدية الحالية ليتيسيا موراتي مرشحة حزب شعب الحرية بعد فرز بطاقات 1195 مكتب اقتراع من أصل 1251، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية على موقعها الالكتروني. وميلانو، العاصمة الاقتصادية لايطاليا، هي مسقط رأس برلوسكوني والمعقل الانتخابي لليمين منذ 18 عاما وهي أيضا مقر الإمبراطورية الإعلامية لرئيس الوزراء "فينينفست". ولم يتمكن اليسار خلال السنوات ال15 الأخيرة من الوصول حتى إلى الدورة الثانية فيها. وفي نابولي، اعترف رجل الأعمال جياني ليتييري الذي جاءت نتائج الدورة الأولى مؤاتية له، بخسارته أمام مرشح يسار الوسط القاضي السابق لويجي دي ماجيستريس. وبعد فرز الأصوات في 750 من مكاتب الاقتراع ال 886 حصل ماجيستريس على 65.19 % من الأصوات مقابل 34.80 % لمنافسه. وقال كارلو جيوفاناردي وزير الدولة لشؤون الأسرة معلقا "لقد خسرنا". كما هزم مرشحو اليمين الوسط في كاغلياري وترييست ونوفار، معقل رابطة الشمال الحليف الأساسي لبرلسكوني. وقال بيبي بيزانو وزير الداخلية اليميني السابق ورئيس لجنة مكافحة المافيا "نتجه إلى مرحلة غموض سياسي كبير لأن الغالبية البرلمانية التي انتخبت منذ ثلاث سنوات تختلف عن الغالبية المنبثقة من الانتخابات البلدية" الحالية. من جانبه قال نائب رئيس نواب حزب شعب الحرية جيتانو كاغليارييلو "يجب ان نحلل أسباب هذه الخسارة ومحاولة تقديم ردود من خلال سياسة حكومتنا". وقد اعتبرت نتيجة تصويت ميلانو بمثابة اختبار وطني رغم أن بيزابيا حصر حملته الانتخابية في قضايا محلية. وكان برلوسكوني قد وضع كل ثقله في الدورة الانتخابية الأولى، وسعى منذ عدة أيام إلى التهوين من شان خسارة مضاعفة في ميلانو ونابولي. وأكد لمقربين منه أن "النتيجة لن تؤثر في الحكومة" مؤكدا ثقته في دعم رابطة الشمال. وليؤكد إمساكه جيدا بزمام الحكم، دعا فور عودته من قمة ثنائية في بوخارست الى اجتماع لمجلس وزراء غدا الثلاثاء في الساعة 10,00 ت غ، والى اجتماع لقيادة حزبه الذي يسعى إلى انطلاقة جديدة له مع قادة جدد واسم جديد وفق المعلقين. ويأمل برلوسكوني بان يتخطى الرأي العام الايطالي سريعا هزيمته في معقله، وحتى لو استدعى الأمر إجراء انتخابات مبكرة فانه لا ينوي إجراءها قبل ربيع 2012، اي قبل عام من موعدها الطبيعي عام 2013. وبين الجولتين، سعى برلوسكوني إلى دعم مرشحيه منتقدا الناخبين الذين يصوتون لليسار معتبرا أنهم "بلا عقل" ومؤكدا أنه في حال انتخاب بيزابيا رئيسا لبلدية ميلانو فإنها ستصبح "مدينة إسلامية ومعقلا للغجر تمتلئ بمخيماتهم". وقد دعي أكثر من 6.5 ملايين ناخب إلى اختيار رؤساء 88 بلدية ورؤساء مناطق في عمليات اقتراع بدأت الأحد وانتهت الاثنين.