اهتم الفرنسيون في الآونة الأخيرة بحمل النساء في مرحلة ما بعد سن الأربعين من العمر، وتأخر سن الأبوة لدى الرجال إلى العقد الخامس، بعد أن أشارت معلومات مؤكدة إلى انتظار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي طفلا من زوجته كارلا ( 43 عاما)، بعد أن تخطى ساركوزي عامه ال56. فقد اكتشف الفرنسيون أن ابن أو ابنة الرئيس ساركوزي المنتظر مولده في الخريف القادم، سيصبح أصغر من ابن جون ساركوزي الابن الأوسط للرئيس ساركوزي بعامين كاملين، وهو ما جعل الفرنسيون يتساءلون كيف سيقول الطفل الأكبر (أي حفيد ساركوزي) للطفل الأصغر (أي ابن ساركوزي) يا عمي. يشار إلى أن الرئيس ساركوزي لديه 3 أولاد، اثنين من زوجته الأولى وولد من زوجته الثانية، أما كارلا فهي أم لطفل يبلغ من العمر 11 عاما من زيجة سابقة. ويأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه دراسة أجراها المركز القومي الفرنسي للدراسات السكانية، أن أكثر من 5%من الفرنسيين الرجال يرزقون بأطفال بعد تخطي حاجز ال50 عاما، وأرجعت الدراسة سبب ذلك إلى تأخر سن الزواج في فرنسا، وتأخر سن الإنجاب سواء بسبب المصاعب الاقتصادية أو بسبب الرغبة فى الاستمتاع بالحياة قبل تحمل أعباء تربية الأبناء. وفي العموم فإن ظاهرة تأخر سن الأبوة ليست جديدة في العالم، لا سيما لدى المشاهير، والممثل فشارلي شابلن الممثل الكوميدي الأمريكي الراحل على سبيل المثال أصبح أبا وهو في ال73 من العمر، وهو ما حدث أيضا للممثل الفرنسي الشهير أيف مونتون الذي أصبح أبا وهو في ال67 من العمر. وأظهرت الدراسة نفسها أن التقدم العلمي في المجال الطبي وارتفاع متوسط الأعمار مقارنة بالنصف الأول من القرن الماضي، جعل الرجال والنساء يشعرون بأنهم أكثر شبابا في سن ال55 عاما، مقارنة بآبائهم، ما جعلهم أكثر جرأة على التمتع بغريزة الأبوة في سن متأخرة، كما أن التقدم الطبي الهائل ساعد أيضا النساء في الحمل بعد سن الأربعين، ما ساهم في طمأنة المرأة على قدرتها على الاستمتاع بغريزة الأمومة حتى لو تخطت حاجز الأربعين، بل والخمسين وأحيانا الستين من العمر.