يقبع تمثال الملك سنوسرت الثالث داخل متحف السويس القومى فى انتظار زواره، ليكون شاهدا على حضارة 7 آلاف سنة بمدينة السويس، بعد أن يفتتح عصام شرف رئيس مجلس الوزراء المتحف اليوم. يحكى المتحف تاريخ قناة سيزوستريس التى شيدت خلال عصر الملك سنوسرت الثالث (18781840 ق.م)، والتى ربطت البحرين الأحمر والمتوسط عبر نهر النيل. يتكون المتحف من طابقين تفصل بينهما صالة عرض مكشوفة يراها زائر المتحف من مسافة بعيدة وتعرض بها مجموعة من الأعمدة الأثرية التى ترجع للعصرين اليونانى والرومانى. ويوجد فى الطابق الأول قاعة كبار الزوار، وقاعة محاضرات تتسع لمائة فرد، وكافتيريا لخدمة الزوار واستعلامات وقاعة كبيرة للعرض المتغير. ويضم الطابق العلوى قاعات العرض الرئيسية وهى ست قاعات، قاعة قناة سيزوستريس، وقاعة الملاحة والتجارة، وقاعة التعدين، وقاعة المحمل وقاعة قناة السويس، فيما تضم القائمة المكشوفة بين الطابقين الأول والثانى عرضا متحفيا لمجموعة من القطع الأثرية التى ترجع للعصرين اليونانى والرومانى. قال صلاح سيد على مدير عام متحف السويس، إن أهم قاعات المتحف هى قاعة المحمل التى تحكى تاريخ السويس باعتبارها أهم المحطات التى ينطلق منها الحجيج إلى الأراضى المقدسة، ومنها كان يخرج المحمل وموكب الحجيج إلى بيت الله الحرام فى مكةالمكرمة، حاملا كسوة الكعبة الشريفة، التى كانت تصنع بالقاهرة. وأضاف صلاح أن زيارة المتحف تنتهى بقاعة قناة السويس، التى تضم بعض الوثائق والصور الزيتية لكل من الخديو سعيد الذى أصدر مرسوم امتياز حفر قناة السويس، والخديو إسماعيل الذى قام بافتتاحها، وميدالية عليها وجه الفرنسى فرديناند ديليسبس، والعربة الملكية الخاصة بافتتاح القناة، إضافة إلى مجموعة من الميداليات البرونزية والذهبية، التى صدرت بمناسبة افتتاح القناة ومجموعة الأوسمة والنياشين التى منحت عند الافتتاح. ويجمع المتحف بين القطع الأثرية واللوحات التصويرية والخرائط التفصيلية، التى توضح مسار قناة سيزوستريس الموصلة بين البحرين المتوسط والأحمر عبر نهر النيل، ومراحل تطويرها وتطهيرها عبر المراحل الزمنية المختلفة طبقا لتطور وسائل النقل البحرى واتساع حركة التجارة بين مصر والدول المجاورة. وقال زاهى حواس وزير الدولة لشئون الآثار، إن موقع مدينة السويس عند الطرف الشمالى لخليج السويس قد أسهم فى أداء دور مميز ومهم فى تاريخ هذه المدينة العظيمة على مر العصور، حيث تتلاقى عندها تجارة الشرق والغرب نظرا لسهولة ويسر الاتصال المباشر بينها وبين القاهرة. ووصلت تكلفة المتحف اثنين وأربعين مليون جنيه، ويضم 1500 قطعة أثرية ومقام على مساحة نحو 6 آلاف متر مربع. ويأتى المتحف فى إطار خطة إقامة المتاحف القومية بالمدن المصرية، والتى تروى تاريخها عبر العصور المختلفة لتكون مركزا حضاريا وثقافيا، طبقا لحواس.