في ظل توجهات وزارة الثقافة المصرية الجديدة لدعم المسارح الشبابية المستقلة، فى إطار إتاحة الفرصة للإبداعات الموسيقية والمسرحية والشعرية للظهور علي الساحة الثقافية؛ استضاف مر كز إبداع (قصرالأمير طاز)، مساء أمس الخميس العرض المسرحى (واحد ميدان التحرير) بطولة فرقة المستقبل المسرحية الاستعراضية، من تأليف وأشعار أحمد مصطفى معوض، وإخراج أحمد عبد المجيد، بطولة مجموعة من الشباب منهم محمد صابر، نرمين زينهم، مينا جميل، أحمد الباز، سارة محمد وعلى عصام، بيشوي متري، وضيف شرف العرض توني عبد الحميد. وافتتحت المسرحية بقصيدة "علّي صوتك"، و"آن الأوان" ل"مهند سعد"، وبعدها بدأت أحداث العرض التي تدور حول مجموعة من الطلاب بإحدى المدارس الثانوية يتقابلون على موقع التواصل الإجتماعى "فيس بوك"، ويطرحون مجموعة من المشاكل فى المجتمع المصرى كالفوارق غير الطبيعية بين طبقات المجتمع المصري، ومشاكل محدودي الدخل، ومشاكل المواهب الضائعة حقوقهم في الحصول على فرصة، ومشاكلهم النظام التعليمي والضرائب، بالإضافة إلى مشاكلهم الأسرية من قهر وتعذيب من بعض الآباء لأبنائهم. وتتصاعد الحوارات فيما بينهم وبين مدرستهم، إلى حد المواجهات بينهم وبين سلطة مدير مدرستهم إلى ما قبل يوم الخامس والعشرين من يناير ومشاركتهم في الثورة بشكل فعال، حتى أنهم يفقدون أحد الذي استشهد في الثورة. وعن العرض يقول الشاعر فؤاد حجاج: "إذا كان عرض مدرسة المشاغبين قد صدم جيلنا في السبعينيات لمدى تصوير الانفلات في المدارس، فإن هذا العرض الذي أخذ عنه يطرح الفكرة بشكل مغاير تماما؛ حيث أن الواقع المصري مر بفترة غير مسبوقة من غياب المصالح العامة وظهور الفسدة والمفسدين، وذلك هو السبب الذي قامت من أجله الثورة وجسدها العرض". وقال أحمد عبد المجيد، مخرج العرض، إن: "فكرة العرض جاءت من الشباب أنفسهم؛ لأنهم كانوا من المشاركين الفعليين في الثورة المصرية، وقاموا بطرح مشاكلهم الاجتماعية، وعدم اهتمام الدولة بهم وبمحدودي الدخل، ومشاكل التعليم، كل ذلك أتى منهم، وتم توجيههم وتوظيف قدراتهم الإبداعية في ذلك العمل". وقال مؤلف العرض، أحمد مصطفى معوض، إن: "كل المشاركين في العرض المسرحي، قد استوحوا أفكارهم من مشاكل مجتمعهم ومن خلال مشاركتهم الفعلية في ثورة الخامس والعشرين من يناير، وتم عمل ما يشبه الورشة بيننا، وقمنا بإعادة صياغة أحلامهم ومشاكلهم وأحاسيسهم في سياق درامي، وأتى بثماره في ذلك العرض المسرحي". مضيفا أنه: "تم اختيار مرحلة الثانوية لأن تفكيرهم متقلب ومحتد بطبيعتهم المراهقة المتمردة، ويسهل تشكيل أفكارهم". وقال مينا جميل، المخرج المنفذ للعرض وأحد المشاركين بالتمثيل، إن: "دوري يمثل ذلك المناضل القديم (أستاذ غباشي) والذي فقد عقله وانكسر من تعذيب أمن الدولة له، وأعتقد أنه فقد الأمل في التغيير، ولكن الثورة قد أعادت إليه روحه المنكسرة وأفاقته من غيبوبته الفكرية التي أذهبت عقله". وأضاف أحمد الباز، أحد الممثلين بالعرض، أن "العرض المسرحي قد أتى إلى قصر الأمير طاز بعد أن أمدّ له الدكتور عماد أبو غازي، وزير الثقافة، مدة العرض لثلاثة أيام، في مسرح العرائس بالعتبة مجانا؛ لإتاحة رؤيتنا وتوسيع رقعة مشاهدينا بين الجمهور، وكانت تلك لفتة طيبة منه؛ ودليلا على اهتمام الوزارة بالكيانات الشابةالجديدة والفرق المستقلة". وأضاف "ميدو" مدير الفريق، أن: "الموسيقى قام بوضعها وتلحين أغانيها أصغر عضو في الفريق ويدعى (صابر مدحت)، وقام بعمل الديكور فدوى عطية".