بالرغم من الاعتماد على آلة واحدة "الجيتار" في أغانيهم، وبساطة التصوير في كاميرا واحدة فإن كلمات الشاعر السكندري "محمد السيد" المعبرّة تماما عن حال معظم المصريين، وألحان وغناء "محمد النحاس" بصوت جميل وأداء سهل، استطاعت الانتشار من خلال ال"يوتيوب" والسيطرة على أغلب مجموعات ال"فيس بوك"، وكان لها نصيب الأسد من المشاركات والتعليقات في الآونة الأخيرة، من خلال أشهر ثلاث أغنيات في الفترة ما بين حديث مبارك الشهر الماضي في قناة العربية إلى الآن، وهي "أنا مش آسف يا ريس"، و"يتربّى في سجنك"، والأخيرة "الفتنة أم بتاعة". أغنية (أنا مش آسف يا ريس) جاءت في وقتها وعن أغنياتهما معا، قال الشاعر "محمد السيد" ل(الشروق): "ظهرت أغنية (أنا مش آسف يا ريس) يوم 20 فبراير، متزامنة مع حملات (إحنا آسفين يا ريس) التي انتشرت على الفيسبوك، وقد تم استفزازي من قبل أناس مغيبين بكلام مثل (ده أبونا وعيب نعمل في أبونا كده)، وأنه (رمز الدولة)، وللأسف نحن شعب عاطفي جدا؛ لذلك أردت أن أذكر الناس بما حدث خلال 30 عاما من ذل لكرامتنا الإنسانية، فكتبتها على صفحتي الشخصية على (الفيسبوك) وقرأها محمد النحاس، الذي اتصل بي وقال لي إنه سيغنيها، وبالفعل". ويضيف الملحن والمغني "محمد النحاس": "إننا نتفق على نفس المبدأ وعن رأينا في الفساد الذي خلفته الأنظمة السابق؛ وقد جاءت أغنية (أنا مش آسف يا ريس)، وكان اسمها الفعلي (أنا آسف يا ريس)؛ تهكما وسخرية على تلك الحملات المطالبة بعدم محاكمة المخلوع، ولكن الناس أصرت على أن يكون اسمها (أنا مش آسف يا ريس)". توقيت الأغنية واليوتيوب والفيسبوك من أسباب النجاح ويضيف النحاس ل"الشروق" قائلا: "ساعدنا في نجاح الأغنية عوامل كثيرة، أهمها توقيت الأغنية، لدرجة أن قالت الناس (لحقتوا تكتبوها وتلحنوها إمتى؟)، وجاءت الأغنية مع خطاب مبارك "العاطفي" والذي أثار دماءنا؛ فقررنا نرد عليه من خلال أغنياتنا". وأضاف: أن "رد الفعل كان قويا لدى الشباب على الفيسيوك، خصوصا (شبكة رصد) على الفيسبوك، فهي من أوائل المجموعات التي نشرت فيديو الأغنية. بالإضافة إلى المخرج (وائل عبد الله) وشركة (wellsbox)، والذي ساعدنا في نشرها من خلال مواقع الإعلام البديلة كالفيسبوك واليوتيوب، والتي تعتبر قناة إعلامية قوية جدا". الانتشار مع أغنية (يتربى في سجنك) و(الفتنة أم بتاعة) وقال محمد السيد: "بعد الخطاب مباشرة على (العربية) كتبت "يتربى في سجنك"، وقد لاقت انتشارا كبيرا في الأوساط الشبابية، ردا على ما يقوله". وقال: إن "أغنية (الفتنة أم بتاعة) كانت قد كتبت في أحداث أطفيح الأخير وكنيسة صول، وكنت انفعاليا جدا؛ فلم تخرج مني أغنيةً، ولكنها خرجت كقصيدة، وقام (النحاس) بتلحينها، فهي لم تكن أغنية". وأضاف السيد: "لقد أردت أن أذكّر المصريين بالأشياء التي جمعتنا معًا في التحرير، وكيف أننا تعرضنا لإشاعات أكبر وأخطر، ولكننا استطعنا أن نتجاوزها، فقد تركنا هوياتنا الدينية والسياسية، وهتفنا كمصريين فقط ضد سقوط نظام مبارك". وعن خططهما المستقبلية، قال محمد النحاس: "أريد التركيز على الحفلات في الفترة المقبلة، وسوف نتغنى بأمور عامة كالسلبية وعدم قبولها بعد الآن؛ فلأول مرة أصبحت لدينا الحرية لنتحدث عن الفساد الذي كان، ونرفض منطق (الثور في الساقية) كما قال صلاح جاهين". وأما محمد السيد الشاعر السكندري -الحاصل على المركز الثاني في مسابقة أخبار اليوم للشعر 2010، وصاحب ديوان "التلت الأسود في العالم"- قال: "هناك مشاريع بالفعل قد تمت وأخرى بالانتظار، فهناك ثلاث أغنيات مع الفنان (حمزة نمرة) في ألبومه الجديد، منها كلمات أغنية (بلادي يا بلادي)، وأيضا هناك تعاون مع فرقة (مسار إجباري)". يذكر أن محمد السيد فاز بصاحب ثاني أحسن أغنية عربية في حب الرسول في مهرجان المحبة ب"أبو ظبي" أغنية "جبريل".