أعلن السيناتور جون كيري، أمس الثلاثاء، أنه سيتوجه الأسبوع المقبل إلى باكستان، في محاولة لتهدئة التوتر بين واشنطن وإسلام آباد، بعد العملية العسكرية التي نفذتها القوات الأمريكية في باكستان، وأدت إلى مقتل أسامة بن لادن. وكيري الديموقراطي، الذي يتراس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، هو أول مسؤول أمريكي رفيع يعلن زيارة لباكستان منذ العملية الأمريكية التي قتل فيها بن لادن في الثاني من مايو. ويأمل كيري في أن يحل بعض المسائل العالقة منذ مقتل بن لادن في مجمع في مدينة أبوت آباد القريبة من إسلام آباد. وقال كيري إن "عددا من الأشخاص اقترحوا إجراء حوار حول ما بعد (عملية بن لادن) وكيفية العودة إلى الطريق السليم". وكان كيري أعلن أنه سيتوجه إلى أفغانستان نهاية هذا الأسبوع. وردا على سؤال عما سيبلغه للمسؤولين الباكستانيين، قال: "كل المسائل المتعلقة بالبلدين مطروحة على الطاولة وهناك الكثير منها". وأضاف: "هناك مشكلات ومسائل جدية يجب أن نحلها معا. وبن لادن هو مهندس هجمات 11 سبتمبر التي استهدفت الولاياتالمتحدة، وأسفرت عن مقتل نحو ثلاثة آلاف شخص. وتنتشر مزاعم بأن بن لادن تمكن من تجنب الاعتقال لعدة سنوات، إما بسبب تواطؤ أو عدم كفاءة المسؤولين الباكستانيين، خاصة بعد أن اتضح أن مخبأه لم يكن يبعد كثيرا عن أكاديمية عسكرية وقريب من منازل جنرالات متقاعدين. وتعد باكستان حليفا رئيسيا في الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد تمرد طالبان والقاعدة في أفغانستان المجاورة، وتتلقى مساعدات أمريكية بمليارات الدولارات سنويا. وقال جنرال أمريكي بارز إن موت بن لادن قد يشجع المتمردين الأفغان على إلقاء أسلحتهم بعد نحو عقد من الحرب. وصرح الجنرال جون كامبيل، الذي يقود القوات الأجنبية في شرق أفغانستان للصحفيين، عبر دائرة تليفزيونية مغلقة، "هناك احتمال كبير بأن يقول المتمردون نريد أن نعود إلى الاندماج إلى المجتمع الأفغاني"، وأضاف "أعتقد أن مقتل بن لادن سيجعل بعضهم يفكرون مرتين، وسيقولون، لماذا أفعل ما أفعله". والاثنين الماضي وصف رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني ب"السخيفة" الاتهامات الأمريكية بأن مسؤولين باكستانيين ساعدوا بن لادن على الاختباء لسنوات في مجمع كبير، متعهدا بإجراء تحقيق شامل. ووسط التوتر الشديد في العلاقات الأمريكيةالباكستانية، دعا البيت الأبيض إسلام آباد إلى المساعدة في مواجهة انعدام الثقة المتزايد بين البلدين عبر السماح لمحققين أمريكيين باستجواب ثلاث من زوجات بن لادن احتجزن عقب الغارة على مخبئه. وترغب الولاياتالمتحدة بشدة في استجواب النساء على أمل الحصول على المزيد من التفاصيل حول تنظيم القاعدة والسنوات الأخيرة لبن لادن. وأكدت الإدارة الأمريكية، أمس الثلاثاء، أنها تقوم بدراسة كمية كبيرة من المعلومات الاستخباراتية التي تمت مصادرتها في مقر بن لادن، على أنها تحقق "تقدما" في الحصول على المعلومات من باكستان. وقالت باكستان إنها لم تتلق أي طلب رسمي من الولاياتالمتحدة للتحقيق مع زوجات بن لادن. لكن في وقت سابق من أمس الثلاثاء، دعا سيناتور أمريكي آخر باكستان إلى تبديد "المخاوف" الأمريكية بشأن جهودها في مكافحة المتطرفين والسماح للمحققين باستجواب زوجات بن لادن. وكان الرئيس باراك أوباما وعد في أواخر 2010 بزيارة إسلام آباد هذا العام، إلا أن التوترات التي أعقبت مقتل بن لادن ألقت شكوكا على تلك الزيارة.