اشتعلت من جديد بقعة أخرى من بقاع المحروسة وكالعادة كان الثقاب الأول هو شائعة لم يتم التأكد منها حتى الآن. ففي مساء أمس السبت ظهر أحد مشايخ منطقة المشروع بمدينة إمبابة ليقول أن سيدة كانت مسيحية وأشهرت إسلامها لتتزوج من شاب مسلم اتصلت به بعد صلاة المغرب لتصرخ قائلة إن أهلها المسيحيين قاموا بخطفها وحبسها داخل كنيسة مار مينا بالمنطقة. وعلى الفور قام الرجل بتجميع ما قدر عليه من مسلمي المنطقة لتحرير (الأخت المخطوفة)، وبمجرد اقتراب الجمع الغاضبة من الكنيسة انطلقت الأعيرة النارية من مبنى بجوار الكنيسة قيل أنه مبنى خدمي تابع للكنيسة. وتزايدت المشاحنات والاشتباكات حتى سقط خمسة قتلى وأكثر من تسعين مصابا. وفي تطور للأحداث توجهت مجموعات غاضبة من منطقة أخرى هي شارع الوحدة لتقوم بحرق كنيسة العذراء، وقام الكثير من أهالي المنطقة المسلمين والمسيحيين بالمساعدة في إطفاء النيران. ومازالت الأحداث مستمرة. لم تكن أحداث إمبابة هي الأولى، فقد شهدت مصر بعد الثورة عدة أحداث تنبئ بخطر حقيقي سواء من تنامي الأصوات السلفية والمتشددة دينيا أو من وجود أطراف تستغل بعض الأحداث لتضخيمها وزيادة اشتعالها. ومن ذلك ما شاهدناه في قرية صول أو في محافظة قنا. ففي يوم السبت الموافق الخامس من شهر مارس بدأت الأحداث الطائفية في قرية صول التابعة لمركز أطفيح في حلوان جنوبالقاهرة، بعدما ترددت شائعات عن وجود علاقة بين تاجر إكسسوار مسيحي بالقرية مع ابنة فلاح مسلم، وأصر أبناء عمومتها على قتلها للتخلص من العار الذي طالهم فى القرية، إلا أن والدها تصدى لهم عندما ذهبوا إليه في الأرض الزراعية التي يعمل بها يطلبون منه تسليمها لهم لقتلها، ولما رفض تبادلوا إطلاق الرصاص معه. وأسفر الحادث عن مقتل والد الفتاة وابن عمها الذي كان يطالب والدها بقتلها وبعد دفن القتيلين، ثار أهالي القرية معتبرين أن ما حدث بسبب دخول الشاب المسيحي في علاقة مع الفتاة المسلمة، وأسرع الجميع بمعداتهم البدائية واقتحموا الكنيسة ونهبوا كل ما فيها وعثر بعضهم على طبنجة ومسدس صوت وبعض الأوراق الخاصة بأمور الكنيسة. وبدأ الشباب في هدم الكنيسة واستمروا في هدمها إلى ساعة متأخرة من الليل في ظل غياب أمنى تام في المنطقة ورفض الشباب وقف هدم الكنيسة بعد تدخل العشرات من رجال الدين وكبار عائلات القرية الذين وقفوا يحمون إخوانهم المسيحيين على مدار 4 أيام كاملة لمنع الاعتداء عليهم وممتلكاتهم ومحالهم المنتشرة في القرية ووقفوا حراسة على محال الذهب حتى تم إخلاؤها تماما.على بعد 90 كيلوا مترا من العاصمة، وعلى الجانب الشرقي من نهر النيل، تقع تلك القرية الصغيرة، والتي تقف بأحداثها ورقعتها المحدودة في وجهة ثورة شارك فيها شعب بأكمله في كل ربوع مصر. في يوم الجمعة الموافق 21 من شهر أبريل تصاعدت في محافظة قِنا جنوب مصر، الاحتجاجات على تعيين محافظ مسيحي، وبعد سلسلة مظاهرات وتعطيل لمرافق النقل والخدمات تحول الأمر إلى شبه عصيان مدني، وذهب بعض المعتصمين أمام مبنى المحافظة، للتهديد بتعيين محافظ إسلامي متشدد، في حال لم تتراجع الحكومة عن قرارها بتعيين اللواء عماد ميخائيل محافظا.