استقبل الرئيس السوداني عمر البشير اليوم وفد "القوى الشعبية والحزبية ومنظمات المجتمع المدني" المصري الذي يقوم حاليا بزيارة للخرطوم برئاسة الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد، حيث رحب به قائلا: "إنها المرة الثانية التي يقوم فيها وفد مصري كبير بزيارة للسودان بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير"، في إشارة إلى زيارة الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء ووفد وزاري للخرطوم في شهر مارس الماضي. وتحدث الرئيس السوداني عن اتفاقية الحريات الأربع الموقعة بين مصر والسودان (التنقل والإقامة والعمل والتملك) والتي نفذها السودان ودعا الجانب المصري بتنفيذها أيضا باعتبارها مفتاح بناء العلاقة الجديدة بين البلدين، كما دعا إلى إزالة العوائق أمام تنقل المواطنين برا وبحرا وجوا لبناء جسور التواصل بينهم "لأن ذلك هو الوضع الطبيعي". وأضاف البشير: "نحن نحتاج إلى مصر بشريا وفنيا وتقنيا، لذا فالسودان يفتح أبوابه لرجال الأعمال والمستثمرين المصريين للتحرك والعمل بحرية، وسوف يجد كل مستثمر مصري الرعاية والسند في السودان". وأشار البشير إلى أنه عاش في مصر لسنوات في الستينيات وقام بزيارات متعددة إليها، وأن السوداني عندما يزور مصر لا يشعر بأنه أجنبي، مما يدل على عمق العلاقات الشعبية بين شعب وادي النيل الواحد. واختتم البشير: "أن مصر بعد الثورة عادت إلى وضعها الطبيعي والطليعي في العالم العربي، الذي كان افتقده السودان لفترة، بينما كان يمر بأزمات كبيرة، كما عاد دورها الأفريقي لتحتل مصر - التي دعمت كل حركات التحرر في إفريقيا- مكانتها المهمة". ولفت البشير إلى أن غياب الدور المصري في السابق جعل الساحة الأفريقية مفتوحة أمام اسرائيل وكان السودان أول المتضررين بغياب هذا الدور، معربا عن سعادته بعودة العلاقات المصرية المتميزة من جديد مع بلاده "التي تتشوق إلى المزيد".