كان الاتفاق على ضرورة وجود ورش لتعليم فن الكتابة والنقد الأدبي، لأنها الفاعل الرئيسي لإنتاجٍ مبدعٍ، والدعوة إلى معالجة إشكالية العائد المادي، والذي يضمن حياة كريمة للكاتب، أبرز النقاط الذي اجتمع عليها حضور احتفال الهيئة العامة المصرية للكتاب في الاحتفال باليوم العالمي للكتاب، جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها الهيئة، في قاعة "صلاح عبد الصبور"، والتي أدارها دكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة، وحضر فيها كل من الكاتب مكاوي سعيد، والدكتورة سحر الموجي، المترجمة والكاتبة، والدكتور حسين حمودة، رئيس قطاع النشر في الهيئة العامة لقصور الثقافة، والتي جاءت تحت عنوان "مستقبل الكتاب في يومه العالمي". بين الكتب الإلكترونية والورقية.. وضمان حق المؤلف المهدر كرامته وأشاد حمودة بمشاريع الكتب الإلكترونية قائلا: إنها المستقبل القادم، وأخص بالذكر مشروع جوجل لرقمنة ملايين الكتب الإلكترونية، مؤكدا أن: "الكتاب هو من غذى مفهوم الفردية في النفس البشرية" ودعا إلى "أن نشارك العالم كله الالتفاف حول الكتاب في يومه العالمي"، و"ضمان أن يتقاضي المؤلف أجرا يضمن معه إقامة حياة كريمة". ورش للنقد والكتابة للارتقاء ووصل المقطوع منذ السبعينيات وقالت دكتورة سحر الموجي: "إن الأزمة الحقيقية في النقد وليس الكتابة"، موضحة كيف أن الثورة قد غيرت سيكولوجية رؤية الكاتب لنفسه، ما أتاح مساحات أكبر للحرية، مؤكدة أن تطور الكتاب وفن الكتابة يجب أن يقوم على "ضرورة وجود ورش عمل للكتابة والنقد، وهيئات استشارية لا تخضع لصداقة أحد لانتقاء الكتب، ووجود محرر للمساعدة في كتابة الأعمال ومراجعتها"، داعية أن يكون الاحتفال بالكتاب "خارج الغرف المغلقة، لعمل نهضة كتابية وثقافية لوصل المقطوع منذ أيام رفاعة الطهطاوي وفترة السبعينيات بين الآن". مشكلات الكتاب الكبار والصغار.. ومشكلات الطباعة واستبعد مكاوي سعيد، نجاح فكرة وجود المحرر للمساعدة في الشرق، مؤكدا أن "حياة كبار الكتاب في الشرق تختلف تماما عن حياتهم في الغرب، ففي حين أن الكتاب الكبار في الغرب يقومون بمساعدة وتبني الكتاب الصغار، تجدهم هنا في الشرق لا يزالون في منافسة معهم، لأنهم يريدون الحصول على القليل من الكسب المادي الذي لا يتناسب مع قيمتهم الأدبية في الحياة". وتحدث مكاوي عن مشكلات الطباعة وما قد يواجه الناشرون في الارتقاء بمستوى الكتاب، من قلة وجود المصححين وجودة الطباعة والأوراق المستخدمة والأحبار، واقترح "إلزام الناشرين على وضع عدد النسخ وعدد الطبعات على رقم الإيداع، حتى يحفظ كل من المؤلف والقارئ حقوقهما". أمسية شعرية لسيد حجاب وأغاني تراثية وفي الجزء الثاني من الندوة، كان اللقاء مع الشاعر الكبير "سيد حجاب" الذي أشاد بالثورة وشبابها قائلا: "أحمد الله.. لقد عشت إلى ذلك اليوم الذي تحقق بشباب مصر المستنير والذي دفعنا نحن الكبار إلى محاولة اللحاق بهم، فبين حماس الشباب وعنفوانه وقوة زحف شعبٍ بأكمله، والذي لم يشارك بهذه الكثافة في ثورة من قبل، حققنا ما لم يتحقق في أي مكان في العالم قط"، وألقى أجزاء من ديوان "الطوفان الجاي" وقصائد "أكتوبر الجديد" و"عدى النهار". واختتمت احتفالية اليوم الأول السبت، بأغنيات للشيخ إمام وسيد درويش ومن التراث، مثل "البحر بيضحك ليه"، و"يا ورد على فل وياسمين يا تمر حنة"، و قام بغنائها على العود "حسن زكي" بمصاحبة "ندا البدري".