أحياناً تشعر بأنك تعيش بجسد ميت تترنح في متاهات الذات ، فاقد التوازن بين متطلبات الأنا والإمكانيات الضعيفة ، تجاهد بكل طاقاتك تستنشق غاز الفساد الأخلاقي تصغ إلى هواجس الأفكار الشيطانية في هدم الذات ، تلقي بنفسك في بحر الحياة المتلاطم الأمواج .. تشعر انك ضللت الطريق في عالمك المسحور شيدت أحلاماً من رمال وتناسيت كلمات الرحمن ، وشربت من ماء العصيان وفقدت الرضا فلم يبقى لك إلا التمرد فقدت النور وبقى البصر لا يرى إلا اليأس والسراب ، لا ترى أمامك إلا بريق المادة ، تشعر أن حياتك هشة فاقد الثقة في نفسك ، تخشى مواجهة الآخرين . ما تشعر به شيء مؤلم ولكن لا تدعه يحبطك ويفقدك الثقة في نفسك وفي الله ، تذكر دائماً أن في أعماق كل منا حفار ، اجعله لا يكف عن العمل في منجمه الحقيقي بأن ينقب عن جواهره وكنوزه ولا ينشغل بخارج نفسه بعالمه المهووس . فالإنسان الواثق بنفسه ويقينه بالله يردد بداخله دائماً انه ليس أقل من الآخرين ويعرف قدر نفسه جيداً ويغذي ذاته بالرضا الداخلي ويعرف قدراته جيداً وينميها ويعمل بهدوء واتزان نفسي وصمت ويرحب بالنقد البناء ويسعى دائماً إلى أفاق جديدة تجاه هدفه أو حلمه وميوله واهتماماته مع طبيعة المجتمع الذي يعيش فيه وفلسفته الواعية للحياة . سُئِل نابليون : كيف استطعت أن تولد الثقة في نفوس أفراد جيشك .؟! فأجاب : كنت أرد على ثلاث بثلاث ؟؟ - من قال لا أقدر ... قلت له ... حاول - من قال لا أعرف ... قلت له ... تعلم - من قال مستحيل ... قلت له ... جرب لابد من وقفة جادة تتأمل أيامك كيف مضت وما هو حاضرك ؟ وعلى أي شيء أنت مقبل في مستقبلك .