تحكموا فاستطالوا في حكومتهم وعن قليل كأن الحكم لم يكن لو أنصفوا أُنصفوا لكن بغوا فبغي عليهم الدهر بالآفات والمحن وأصبحوا ولسان الحال ينشدهم هذا بذاك ولا عتب على الزمن لقد انشغل الشعب المصري بكل فئاته بما فيهم فقهاء الدستور وأساتذة القانون والإدارة والاقتصاد والمالية بالآليات والإجراءات الواجب اتخاذها في مرحلة الثورة من تعديلات دستورية ومحاكمات للمفسدين وغيرها لكن في خضم ذلك لم نكتب عن أهداف الثورة الأهداف الكبرى بعيدة المدى التي نحلم بتحقيقها . ولو حاولنا وضعها وطرحها للمناقشة العامة والحوار الهادف لوصلنا إلى تحديد أهداف الثورة التي ينبغي العمل لتحفيقها ووضع الآليات والأطر اللازمة لتنفيذها. أولا هذه الثورة بمفاهيم إدارة الجودة هي أسلوب ( هندره ) وليست أسلوب إدارة جودة شاملة وكلمة هندرة لفظة عربية منحوتة من لفظتين هما هندسة وإدارة وأضيفت لقاموس العربية هندر يهندر هندرة ، وهي كلمة مقابلة لمصطلح ( reengineering ( الأمريكي لمايكل همر و جيمس تشامبي وتعريفها : الهندرة هي إحداث تغيير هائل في وقت قصير ، أما إدارة الجودة الشاملة فهي إحداث تطوير وتحسين مستمر على فترة من الزمن ليست قصيرة ومنهج الهندرة يتسم بأنه منهج تغيير أساسي وجذري وهائل وشامل ومعني ذلك باختصار أنه منهج تغيير من الجذور ومن الأساس وتغيير هائل ( dramatic ) وهذا هو المنهج الذي نحتاجه في ثورة 25 يناير تغييرات عميقة من الجذور وتغييرات أساسية وليست هامشية تغيرات في منهاج الحياة وليس الوسائل أو الظواهر فقط ولأنها تغييرات عميقة وأساسية فلابد أن تكون أهدافنا واضحة ومحددة وواقعية وأتصور أنها كالآتي : 1- العدالة : 2- الكرامة: 3- الديمقراطية: 4- الحرية: 5- الكفاية المعيشية: • العدالة هي : العدالة إعطاء كل ذي حق حقه مع الموازنة بين حقوق الفرد وحقوق المجتمع . والعدالة هنا مفهوم شامل للعدالة القانونية والعدالة السياسية والعدالة الإقتصادية والعدالة الإجتماعية . يحكم على ذلك رضا المواطن وشعوره بأنه يأخذ حقه كاملا غير منقوص مثل رئيس الجمهورية . • كرامة الإنسان المصري : على أرضه وخارج بلده يقول سبحانه في القرآن : ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا نفضيلا .) الاسراء -70 المبدأ الخامس من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان : لا يعرض أي إنسان للتعذيب ولا للعقوبات أو المعاملات القاسية أو الوحشية أو الحاطة بالكرامة. ومفهوم الكرامة هي تلبية الحاجيات الطبيعية والضرورية للإنسان، ومنها: الحاجيات العضوية كالتغذية والشرب والصحة...، والحاجيات الاجتماعية كالسكن والشغل والتعليم...، والحاجيات الفكرية كحرية التعبير والتفكير...والروحية كحرية التدين والاعتقاد...، ولكننا هنا لسنا بصدد فقط الحاجات المادية فقط ولكن عزة الإنسان واحترامه وتقديره من قبل الحكومة وموظفيها العموميين وخاصة رجال الشرطة والأمن وشعار (( ارفع رأسك أنتي مصري )) شعار مناسب هنا . • الديمقراطية : ضد الفرعونية في نظام الحكم لا نريد إلا تداول السلطة بطريقة سلمية في انتخابات حرة نزيهة تحت إشراف القضاة لا نريد احتكار فئة أو طبقة بالسياسة أو المال للحكم في مصر ، نريد حرية جميع أفراد الشعب لممارسة السياسة انتخابا وترشيحا وتعبيرا عن أرائهم بكل حرية نريد لكل التيارات الفكرية أن تحكم وتنجح أو تفشل ويأتي الشعب بغيرهم بسهولة ويسر . نريد للشعب المصري أن يمارس كامل حقوقه السياسية الأصيلة ولا يستأثر أهل الحكم بأي حق سياسي من حقوق الشعب . المبدأ الواحد والعشرون من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يقرر : ( 1 ) لكل فرد الحق في الاشتراك في إدارة الشؤون العامة لبلاده إما مباشرة وإما بواسطة ممثلين يختارون اختياراً حراً. ( 2 ) لكل شخص نفس الحق الذي لغيره في تقلد الوظائف العامة في البلاد. ( 3 ) إن إرادة الشعب هي مصدر سلطة الحكومة، ويعبر عن هذه الإرادة بانتخابات نزيهة دورية تجري على أساس الاقتراع السري وعلى قدم المساواة بين الجميع أو حسب أي إجراء مماثل يضمن حرية التصويت. • الحرية : يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلاً وضميراً وعليهم أن يعامل بعضهم بعضاً بروح الإخاء. هذا المبدأ الأول من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه. وهذا المبدأ الثالث والمبدأ التاسع يقرر أنه : لا يجوز القبض على أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفاً. المبدأ الثالث عشر يقرر : ( 1 ) لكل فرد حرية التنقل واختيار محل إقامته داخل حدود كل دولة. ( 2 ) يحق لكل فرد أن يغادر أية بلاد بما في ذلك بلده كما يحق له العودة إليه. المبدأ السابع عشر يقرر ( 1 ) لكل شخص حق التملك بمفرده أو بالاشتراك مع غيره. ( 2 ) لا يجوز تجريد أحد من ملكه تعسفاً. والمبدأ الثاني عشر يقرر:لا يعرض أحد لتدخل تعسفي في حياته الخاصة أو أسرته أو مسكنه أو مراسلاته أو لحملات على شرفه وسمعته، ولكل شخص الحق في حماية القانون من مثل هذا التدخل أو تلك الحملات. والمبدأ الثامن عشر يقرر: لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سراً أم مع الجماعة. والمبدأ التاسع عشر يقرر: لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية والمبدأ العشرون يقرر : ( 1 ) لكل شخص الحق في حرية الاشتراك في الجمعيات والجماعات السلمية. ( 2 ) لا يجوز إرغام أحد على الانضمام إلى جمعية ما. • الكفاية المعيشية : حد الكفاية لكل مواطن وليس حد الكفاف وحد الكفاية في ابسط صورة هو مسكن بسيط لائق وعمل يغني الإنسان عن سؤال الناس ووسيلة مواصلات سهلة ميسرة وخدمات عامة متوفرة بدون عناء • وتيسير الفرص أمام المواطن للتعلم والتدريب والسفر . هذه الأهداف الخمسة مطروحة للمناقشة والحوار للزيادة أو الحذف لنصل إلى الأهداف الكبري طويلة المدي التي يسعد بها كل إنسان مصري في بلده وخارج أرضه.