سجلت الإحصائيات التي وثقتها شركات التسويق الإلكتروني على شبكة الإنترنت زيادة عدد زوار موقع الفيسبوك في مصر بمعدل مليون شخص قبل ثورة 25 يناير وبعدها. حيث أشارت هذه الإحصائيات إلى أن عدد هؤلاء الزوار خلال شهر يناير الماضي كان 4 مليون و200 ألف شخص، ارتفع إلى 5 ملايين و200 ألف شخص خلال شهر فبراير الماضي، ما يدل على وجود إقبال غير مسبوق للدخول على الموقع الذي كان عامل رئيسي في تواصل شباب الثورة والإعداد لها. واتسعت قاعدة زوار الموقع ومستخدميه فتحول من موقع للتواصل الاجتماعي إلى منبر للديمقراطية الإلكترونية، ولحرية التعبير، وساحة يعبر الكثير من خلالها عن آرائه وأفكاره بدون رقيب أو حسيب في شتى المجالات، واتسمت صفحات الموقع بالتعليقات الساخرة، للتعبير عن وجهة نظر معينة أو توجيه النقد لوضع ما. وباتت صفحات الفيس بوك مادة ثرية وخصبة للصحف المصرية، تعتمد على موادها الإعلامية بعض المساحات الصحفية، لإتاحة الفرصة للذين لا يجيدون أدوات تكنولوجيا المعلومات للتعرف على هذا العالم الذي يختزل الوقت، ويحول العالم إلى قرية كونية صغيرة. وتعد مصر الأولى في دول الشرق الأوسط استخداما للفيسبوك، حيث يضم موقعها 2.4 مليون زائر يوميا، وهو الموقع الإلكتروني الأول للمصريين، وقد أثر هذا الموقع في الحياة السياسية في مصر، خاصة بعدما أنشأت مجموعة على الموقع دعا مستخدموها إلى إضراب يوم 6 أبريل في عام 2008، وشارك في هذه المجموعة أكثر من 71 ألف شخص. وفى 26 يناير الماضي، تم حجب الموقع بعد دعوة الشباب إلى ثورة قومية ضد الحزب الوطني، ما سبب اضطرابا للسلطات والحكومة المصرية، وبسبب الفيسبوك و ثورة الشباب تم قطع اتصال الانترنت من يوم 27 يناير الماضي و لمدة أسبوع مما كبد الاقتصاد المصري خسائر مالية بقيمة 9 مليارات جنيه . ولم يكن يدور بزهن أحد أن هذا الموقع الذي ابتكره مارك زوكربيرج في عام 2003 سيكون بؤرة تفجر الثورات، وموقعا أسهم في تغيير حياة مئات الملايين من البشر والمجتمع بالكامل، حيث تجاوز عدد مشتركيه 500 مليون شخص، ساهم الموقع في ربطهم ببعضهم البعض. ومارك زوكربيرج من مواليد 14 مايو 1984 وولد في نيويورك، لأسرة يهودية، ووالديه يعملان أطباء، ويعتبر نفسه ملحدا، وهو مبرمج كمبيوتر بدأ البرمجة عندما كان في المرحلة الإعدادية، واختارته مجلة "تايم" ك "خصية العام"2010. وأثير الكثير من الجدل حول موقع الفيسبوك على مدار الأعوام القليلة الماضية، وتم حظر استخدامه في العديد من الدول خلال فترات متفاوتة، كما حدث في سوريا وإيران، وتم حظر استخدامه في العديد من جهات العمل لإثناء الموظفين عن إهدار أوقاتهم في استخدام تلك الخدمة. ومثلت الخصوصية واحدة من المشكلات التي يواجهها رواد الموقع، وكثيرا ما تمت تسوية هذا الأمر بين طرفي النزاع، ولهذا فإن الموقع يواجه العديد من الدعاوى القضائية من عدد من الرفاق السابقين لمؤسس الموقع مارك زوكربيرج، الذين يزعمون أن الفيسبوك اعتمد على سرقة الكود الرئيسي الخاص بهم، وبعض الملكيات الفكرية الأخرى.