●● قال المستشار جودت الملط رئيس جهاز المحاسبات كلاما خطيرا فى تصريحات خاصة لقناة الحياة، ومنه أنه ظل 12 عاما يرسل تقاريره إلى رئاسة الجمهورية، ورئاسة الوزراء، ومجلس الشعب، وجهات أخرى (الرقم 1000 تقرير)، ولم تنظر جهة واحدة فى تقاريره بجدية. وكانت تلك التقارير تحمل تحذيرات بالأوضاع المالية، والفساد فى وزارات ومشروعات قومية كبرى. وقال رئيس جهاز المحاسبات إن الفارق بين استخدامات وإيرادات الدولة فى سنة واحدة، يصل إلى 142 مليار جنيه (124 ألف مليون جنيه). وأن الديون الداخلية للدولة تمثل نسبة 89.5 % من الناتج القومى، وهذا الناتج يمثل الإيرادات بمختلف أنواعها سياحة، وضرائب، وقناة السويس، والخدمات. ●●تصريحات المستشار جودت الملط، تكشف عن أسلوب إدارة الدولة وعن مستوى قيادتها، وكيف أن مصر كانت بالنسبة لهم عبارة عن «تكية».. والأخطر من ذلك تزيد من ألمنا مما كان يطلق عليه فى السابق «مجلس الشعب» تلك الجهة التشريعية التى تعد السلطة الأقوى، ويفترض فيها أن تحمى حقوق هذا الشعب.. متى يحاسب هؤلاء الناس عن ثروات مصر التى ضاعت عمدا أو بالإهمال واللامبالاة؟ ●● الحوارات الساخنة والمجادلات الحادة، التى كانت تصل إلى مستوى المعارك بين المستشار جودت الملط وبين الوزراء السابقين مازالت حاضرة فى الإذهان. وكانت وسائل إعلامية كثيرة تهتم بتلك المساجلات، ومن أسف أن الرجل تعرض أخيرا للهجوم غير المفهوم وغير المبرر. ولو كان لدى مصر عشرة من القيادات يملكون شجاعة ووطنية المسستشار جودت الملط لكانت البلد الآن فى أوضاع أفضل ألف مرة.. يا ترى هل سنحاسب هؤلاء الناس.. يا ترى هل نفهم أن الفساد ليس نهبا مباشرا للمال، وليس تربحا مباشرا من المناصب.. وإنما الفساد دائرة شيطانية واسعة جدا، تمتد من النهب إلى الجهل والنفاق واللامبالاة؟ ●● أخيرا تم الإعلان عن اسمين وضعا قيد التحقيق كمسئولين عن معركة الجمل.. لكن الاثنين قاما بالتنفيذ، فمن أصدر التكليف؟ يعنى هل تصرفا بدون علم أحد.. أم أن هناك من قرروا وأعطوا الأوامر؟ الذين أصدروا الأمر فى موقعة الجمل، هم الذين يحركون عرائس الماريونيت من خلف الستار، لإشاعة الفوضى والبلطجة والارتباك؟ ●● الأستاذ أحمد عبدالرحمن: أعرف بالقطع ما كان يريده الملايين فى بدايات الثورة من ميدان التحرير ولماذا كانوا هناك، وهو ما أردته وسجلته منذ اليوم. المشكلة أن بعض الذين اعتصموا فى ميدان التحرير مؤخرا لم يكونوا من شباب الثورة ومن ثوارها.. وهو ما أردت الإشارة إليه.. وشكرا.