دعوات كثيرة ظهرت لتوثيق ثورة 25 يناير التى أطاحت بنظام الرئيس السابق حسنى مبارك. بدأها بعض الشباب على موقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك». وتفجرت نداءات فردية ضخمة لتوثيق أحداث الثورة، ثم أعلن الدكتور محمد صابر عرب رئيس دار الكتب والوثائق القومية تشكيل لجنة رسمية لتوثيق الثورة، حتى تصبح مصدرا للمؤرخين والباحثين الذين يرغبون الكتابة عن هذه الصفحة المجيدة من تاريخ الوطن. تشكلت اللجنة برئاسة الدكتور خالد فهمى رئيس قسم التاريخ بالجامعة الأمريكية، وعضوية الدكتور شريف يونس أستاذ التاريخ بجامعة حلوان، والدكتورة نيفين مسعد أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والدكتورة إيمان فرج أستاذة العلوم السياسية، والدكتور عبدالواحد النبوى مدير دار الوثائق. وقال د.صابر عرب ل«الشروق» إن اللجنة بدأت عملها بتشكيل لجان، مثل اللجنة الخاصة بالشباب المشاركين فى التخطيط للثورة أو المشاركين فى أحداثها يوما بيوم، ولجان أخرى خاصة، موضحا أن عمل اللجنة يمتد إلى كل المحافظات التى شهدت أعمالا ثورية ضد النظام. وأشار عرب إلى أن عمل اللجنة يتضمن التواصل مع القنوات الفضائية التى قامت بتغطية أحداث الثورة، مؤكدا أن قناة الحياة أول من بادر بإرسال كل التقارير والتغطيات الخاصة بها إلى دار الكتب. وحول سؤالنا عن التواصل مع قناة الجزيرة، أجاب عرب أن اللجنة سترسل خطابا إلى قناة الجزيرة التى كانت تخصص تغطيتها بالكامل عن الثورة. أما الصحف، فهى موجودة لدى دار الكتب، لذلك «لم نراسل إدارات الصحف المصرية»، حسب تأكيد عرب. أما رئيس اللجنة د.خالد فهمى أكد أن اللجنة المركزية تضمن عدة لجان. لجنة لتسجيل الشهادات الشفهية للمشاركين فى الثورة كاللجان الشعبية والأطباء والشباب. وأوضح فهمى أن عمل هذه اللجنة سيكون فى كل المحافظات، وقال إن هناك آلية عمل لتجميع الشهادات، مثل استقبال الجمهور فى دار الكتب، أو عبر إرسال باحثين ومتطوعين إلى المحافظات لتسجيل شهادات من لا يستطيع المجىء إلى القاهرة. وأشار فهمى إلى أن اللجنة ستعمل على نشر إعلانات بمكان وزمان وجود أعضاء هذه اللجنة، الذى يمكن أن تمتد مهمته لشهور أو سنين. وذكر أنه يمكن التواصل عبر الموقع: www.jan25. nationalarchives.gov.eg ويمكن إرسال إيميلات إلى: 25jan@ nationalarchives.gov.eg وهناك لجنة لرصد الإعلام، عملها يتمثل فى توثيق تسجيلات البرامج التى تمت إذاعتها خلال أيام الثورة. ولجنة أخرى لمتابعة دور المؤسسات الدينية كالكنيسة والأزهر والإخوان المسلمين، وأيضا لجنة لرصد ما صدر عن مراكز حقوق الإنسان التى رصدت انتهاكات حقوق المصريين خلال أيام الثورة. وأوضح فهمى أن عملنا ليس تقصى الحقائق، وإنما توثيق ما تم. وحول سؤالنا عن فترة التوثيق، قال فهمى إن فترة التوثيق يمكن أن تكون قبل 25 يناير، وبعد 11 فبراير. ولكن يا دكتور هل ستعمل اللجنة أيضا على توثيق الوقائع التى كانت ضد الثورة، وأيدت الرئيس السابق حسنى مبارك؟ أجاب فهمى: «نعم سنوثق كل ما تم، سواء مع الثورة أو ضدها. مهمتها هى حفظ الأوراق، لا كتابة التاريخ». وذكر فهمى أن هناك لجنة مهمة تتولى توثيق المكاتبات الرسمية المعنية بالثورة، أهمها محاضر اجتماعات مجلس الوزراء، وأوراق جهاز أمن الدولة، قائلا: «كنت متخوفا من إعدام مثل هذه الأوراق، وللأسف تم حرق بعضها». وتساءل فهمى: لمن تذهب أوراق أمن الدولة التى تم تداولها بين الناس؟، مؤكدا أن هذه الأوراق لابد أن توضع وتحفظ فى دار الوثائق القومية. وأكد فهمى أن اللجنة مهتمة بالتوثيق فقط، ولن تصدر رواية أو كتابة رسمية للثورة، بل ستعمل على إتاحة ما سيتم تجميعه وتوثيقه من خلال اللجان، مشددا أن هناك استثناء للأوراق الرسمية التى يعطيها القانون حق الحماية وعدم الاطلاع عليها إلا بعد 30 سنة حسب نص القانون. وعن الخوف من الاطلاع على الأوراق الرسمية من جانب الباحثين والمتطوعين فى لجنة توثيق الثورة، أكد خالد فهمى أن لجنة التوثيق لجنة رسمية صادرة بقرار من رئيس دار الكتب التابعة لوزارة الثقافة، وهى الجهة المنوط بها حفظ الوثائق الرسمية، كما أن لجنة المكاتبات الرسمية لها معايير محددة، ويرأسها الدكتور عبد الواحد النبوى رئيس دار الوثائق. وأضاف أن اللجنة تتحرى الدقة فيمن يقوم بذلك، مشيرا إلى أن هناك آلية موجودة قديمة تخص تسليم وتسلم الأوراق الرسمية عبر محاضر رسمية فضلا عن محاضر الجرد.