أكد جيمس كلابر مدير المخابرات الوطنية الأمريكية، أمس الخميس، أن المعارضة المسلحة للزعيم الليبي معمر القذافي فقدت قوة الدفع، وأنها من غير المرجح أن تنجح في الإطاحة به، وتوقع أن تقسم ليبيا إلى دولتين في غياب نصر واضح لأي من الطرفين. حيث قال إن القذافي "يتشبث بموقعه"، وإن قواته المسلحة بشكل أفضل ستنتصر في معركة طويلة الأمد مع المعارضة المسلحة. وأضاف كلابر أمام لجنة بمجلس الشيوخ "نعتقد أن القذفي سيقوم بذلك على الأمد الطويل.. يبدو أنه يتشبث بموقعه إلى نهاية المطاف". وقال إن الترسانة الكبيرة من الأسلحة الروسية لدى ليبيا بما في ذلك 31 موقعا لصواريخ أرض-جو وأنظمة الرادار، تعني أن القوات الموالية للقذافي مسلحة بشكل أفضل، ولديها المزيد من الموارد اللوجستية، و"على أمد أطول سينتصر النظام". وتابع "بنية الدفاع الجوي الليبي على الأرض والرادارات والصواريخ أرض-جو كبيرة للغاية. في الواقع هي أكبر ثاني قوة في الشرق الأوسط بعد مصر". وقال كلابر إن بعضا من الأسلحة الروسية لدى ليبيا وقعت في أيدى المعارضة المسلحة، لكنه أضاف أن هناك بواعث قلق من احتمال سقوط أسلحة معينة في أيدي إرهابيين. وأضاف كلابر أمام اللجنة "لديهم عدد كبير من الصواريخ أرض-جو المحمولة على الكتف وبالطبع هناك قلق كبير بشأن إمكانية سقوطها" في أيدي إرهابيين. وانتقد توم دونيلون مستشار الامن القومي للرئيس الامريكي تحليل كلابر، قائلا إنه "جامد أحادي الأبعاد". وصرح بأنه يضع تركيزا كبيرا على قوة القذافي ولا يضع في الاعتبار العوامل الأخرى، ومنها الجهود الدولية لعزل القذافي. وقال كلابر إنه في غياب نصر واضح لأي من الجانبين قد تنقسم ليبيا المنتجة للنفط إلى دولتين أو أكثر مع احتفاظ القذافي بسيطرته على العاصمة طرابلس والمناطق المحيطة وسيطرة المعارضة على بنغازي في الشرق. وخلال نفس جلسة الاستماع بمجلس الشيوخ، قال اللفتنانت جنرال رونالد برجس رئيس المخابرات العسكرية الأمريكية، إن القذافي "يبدو أن لديه القوة للبقاء في السلطة إلا إذا حدثت تغييرات ديناميكية في ذلك الوقت". وجاءت هذه التصريحات في وقت ابتعدت فيه واشنطن أكثر عن فكرة القيام بأي تحرك عسكري. وأعلن البيت الأبيض أن الولاياتالمتحدة سترسل فرقا مدنية للإغاثة من الكوارث إلى شرق ليبيا الذي يسيطر عليه المناهضون للقذافي للمشاركة في الجهود الإنسانية، لكنه أكد على أن هذه الفرق لن يرافقها أفراد من الجيش أو الأمن. وفي الوقت الذي تدرس فيه واشنطن وحلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة أفضل الطرق للتعامل مع الموقف في ليبيا، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس الخميس، إنها تعتزم لقاء ممثلين عن جماعات المعارضة الليبية، لكنها حذرت من مغبة تحرك أمريكي أحادي الجانب في الأزمة، قائلة إنه قد تكون له عواقب غير مقصودة.