كانت سعادتى كبيرة بما أسفرت عنه مباراة حرس الحدود وطلائع الجيش ليس لأننى أشجع أحد الفريقين أو أن نتيجة اللقاء تخدم الفريق الذى أنتمى إليه فى المقدمة أو القاع، ولكن سعادتى كانت بأن اللقاء كان خير مثال على استمرار وجود المعنى الحقيقى للأخلاق الرياضية الحقيقية التى ترفع شعار التنافس بشرف وهو الذى نفتقده فى أحيان كثيرة بكل المجالات وليس ملاعب الكرة فقط بعيدا عن مسميات التعاطف والمجاملة بهدف «التفويت» وإهدار مجهود طرف لمصلحة طرف آخر. كان الحدود فى حاجة شديدة للنقاط الثلاث لكى يستمر فى سباق اللقب مع الأهلى والإسماعيلى أو على الأقل اللعب على المركز الثانى فى حالة فقدان اللقب للعب فى دورى أبطال أفريقيا ولم يكن لطلائع الجيش أى استفادة مرجوة من المباراة لأنه بعيد عن سباق المراكز الأولى وصراع الهبوط ولا تعنى له النقاط أى شىء، ورغم كل هذه الظروف لعب الفريقان بمنتهى «الشرف» الذى هو أهم من كل الحسابات ولم يتعامل لاعب واحد بمنطق غير الأخلاق الرياضية التى لا رقيب عليها سوى الله وحده. انتماء الفريقين للمؤسسة العسكرية منح اللاعبين والجهازين الفنيين المزيد من الرجولة والجدية فكان من حقهما على الجميع اكتساب الاحترام ورفع القبعات والفخر بالدورى الذى مازال يملك من يلعب الرياضة للرياضة فقط دون أهداف «لئيمة». وكان لقاء الحدود والطلائع فرصة لإثبات شىء آخر بجانب الحقيقة المعروفة عن التزام الفريقين وهو عدم صحة موقف الذين يلعبون على وتر المادة 18 التى تمنع وجود أكثر من فريق تابع لمؤسسة واحدة فى الدورى؛ لأن من يرغب فى «التفويت» لا يهمه إن كان المستفيد ينتمى لنفس الهيئة أو من كيان آخر، وأن من يرفض المبدأ يرفض مجاملة شقيقه فى الملعب لأن الموضوع كله «مسألة مبدأ». ومع إقامة مباريات الجولة قبل الأخيرة هناك دعوة للجميع للاستفادة من درس الحرس والطلائع الذى قد يؤلم كل من فعل العكس قبل ذلك أو يفكر فيه الآن، وهى دعوة إلى «العدل» حتى يفوز باللقب من يستحق التتويج ويهبط للقسم الثانى من يستحق الابتعاد عن الكبار، لأن الهبوط بشرف أفضل كثيرا من البقاء على أنقاض الآخرين، ولأن خسارة اللقب أكثر شرفا من الفوز بمجاملة أو تعاطف.. عفوا «تفويت»!!.