الخوف من المخاطر السياسية يتحدى استمرار صعود السوق هذا الأسبوع

بالرغم من أن مؤشر البورصة الرئيسى أنهى رحلة خسائر الأسبوع الماضى بارتفاع طفيف فى جلسة يوم الخميس، فإن المحللين يحذرون من التفاؤل المفرط فى قدرة السوق على مواصلة الصعود فى الأسبوع الذى يبدأ اليوم، فى ظل انخفاض مستويات السيولة المتوجهة للشراء.
وكان المؤشر الرئيسى قد شهد انخفاضات متوالية منذ بداية الأسبوع الماضى على أثر مبيعات الأجانب تخوفا من عدم الاستقرار السياسى فى مصر، بعد سقوط نظام زين العابدين بن على فى تونس، ثم استقر على ارتفاع محدود ب 0.7% يوم الأربعاء و0.8% يوم الخميس الماضى.
«قد يرتد المؤشر صاعدا فى بداية هذا الأسبوع، ولكنه سيتحول ثانية لجنى الأرباح نظرا لانخفاض حجم التداول» بحسب توقعات محمد رضوان، مدير المبيعات فى بنك الاستثمار فاروس، مشيرا إلى أن السيولة المتداولة فى جلسة نهاية الأسبوع الماضى كانت أقل بكثير منها فى جلسات الانخفاض، وهو ما يعد مؤشرا على أن اتجاه البيع فى السوق أقوى من الشراء.
وبينما كان حجم التداول يتخطى المليار جنيه فى جلسات الانخفاض الحاد الأسبوع الماضى، سجلت السوق تداولا لا يتجاوز 740 مليون جنيه يوم الخميس.
ويشير رضوان إلى أن بعض المتعاملين الأجانب ممن خرجوا من السوق المصرية الأسبوع الماضى، قد لا يعودون قبل فترة طويلة نظرا لطبيعة استثماراتهم طويلة الأجل.
وكان استطلاع أجراه بنك كريدى سويس لمستهلكى الأسواق الناشئة الكبرى قد أظهر الأسبوع الماضى أن المصريين هم الأكثر تشاؤما بين تلك الأسواق مما أضفى رؤية غير ايجابية عن الوضع الاقتصادى فى مصر، أثرت سلبا على المستثمرين فى البورصة.
فبينما يتخوف المستثمرون الأجانب من اندلاع موجة احتجاجات اجتماعية فى مصر ذكر تقرير كريدى سويس أن 87% من الاسر تعيش على أقل من 1000 دولار فى الشهر.
ويرى إبراهيم حسنى، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة بريميير لتداول الأوراق المالية، أن هناك حالة من الترقب والحذر من الاستثمار فى البورصة المصرية، لا تقتصر على المستثمرين الأجانب فقط ولكنها تظهر بين المستثمرين المصريين أيضا، مشيرا إلى أن التقارير الصحفية المنشورة عن الإعداد لاحتجاجات اجتماعية يوم 25 من يناير الجارى، قد تزيد من مخاوفهم من الاقبال على الشراء هذا الأسبوع.
«إذا استمرت معدلات التداول عند مستواها المنخفض، نتوقع أن يظل المؤشر الرئيسى فى المنطقة بين 6850 نقطة إلى 7000 نقطة». وكان EGX 30 قد تراجع بنحو 5.4% خلال الأسبوع الماضى، ليهبط من 7082 نقطة الأحد الماضى إلى 6698 نقطة فى نهاية الأسبوع».
فيما يرى رضوان أنه بالرغم من المخاوف التى لمستها السوق من جانب المستثمرين الأجانب فى مصر الأسبوع الماضى، فإن استقرار الوضع السياسى على مدار الأسبوع قد يكون محفزا على عودة الثقة والإقبال على الشراء.