تصدرت ظاهرة الانتحار خطبة الجمعة في معظم المساجد المصرية، التزاما بتعليمات وزارة الأوقاف، وأجمع الأئمة علي حرمانية الانتحار، وتكفير المنتحر وأن مصيره النار، فيما بشر بعضهم الصابرين علي المكاره بجنة الخلد في الآخرة. واستنكر الشيخ صلاح نصار، إمام جامع الأزهر، انتشار ظاهرة الانتحار في الفترة الأخيرة، وأرجعها سببها إلي عدم الإيمان والبعد عن كتاب الله وسنة نبيه، وأن انتشارها يرجع لما سماه "أسباب واهية"، وقال في خطبة الجمعة: "لم تشهد مصر المسلمة ومصر الوسطية والاعتدال هذه الظاهرة في تاريخها، ولم تعرف سفك الدماء وقتل النفس مثلما يحدث الآن"، ووصف هذه الأفعال بأنها "غريبة ومستوردة من الخارج"، مضيفاً: "المنتحر في النار خالدا فيه"، وأوضح أن انتشارها يؤثر على وحدة المجتمع وعدم استقراره. وفي المنوفية، اختلف أئمة المساجد حول حرمانية الانتحار، حيث ذهب بعضهم إلي تكفير المنتحر لأنه، بحسب قولهم، أزهق روحه عمداً، فيما رأي آخرون أن المنتحر "آثم" وليس كافراً، وأكد الشيخ إبراهيم إسماعيل، وكيل وزارة الأوقاف بالمحافظة، بأن تعليمات صادرة بتوحيد خطبة الجمعة حول حرمانية المنتحر، منعاً لانتشارها. وفي القليوبية، ندد الخطباء بحوادث الانتحار وحرق النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، ووصفوا عمليات الانتحار المتكررة بأنها "ليست من الإسلام"، وأن مرتكبها خارجين عن تعاليم الدين، هذا يما وجه بعض الأئمة رسالة إلي الحكام والمسئولين بالعمل علي حل مشاكل المواطنين وتحسين وضعهم الاقتصادي، منعاً لتكرار هذه الحوادث الاحتجاجية. وفي المنيا، تصدرت قضية الانتحار كافة الخطب، في ظل انتشار أمني ملحوظ حول المساجد، وأكد الدكتور عبد الرءوف المغربي، وكيل وزارة الأوقاف بالمحافظة، أنه أصدر تعليمات للأئمة بمناقشة فتوى مجمع البحوث الإسلامية التي تحرم الانتحار، دون الخوص في أسباب الانتحار مثل الغلاء والبطالة وغيرها، ومن جانبه دعا الشيخ سويفى، واعظ مركز المنيا ، المصلين إلي التحلي بالصبر على المكارة حتى ولو كانت أعظم المصائب، وأن المرء يثاب على قدر صبره، وان الله جعل للصابرين باب فى الجنة. وفي السويس، نظم المئات من قوي سياسية وأحزاب المعارضة مظاهرة عقب الصلاة بميدان الإسعاف بحي الأربعين، ورددوا هتافات مؤيدة للثورة التونسية من بينها "النهاردة فى تونس بكرة الثورة فى مصر"، و"اللى بيحصل مش انتحار دى ثورة شعب من الأسعار"، مطالبين بتغيير النظام الحالى فى مصر، فيما حاصرت قوات الأمن المظاهرة دون حدوث مصادمات مع المتظاهرين. وفي الشرقية، أجمع الأئمة أن ظاهرة الانتحار جريمة تحرمها كافة الأديان، وأنه لا يأس من رحمة الله، ودعوا إلي الصبر علي الابتلاء لأنه، بحسب وصفهم، اختبار من الله تعالي، فيما استند أحد الأئمة علي تقرير للجهاز المركزي للإحصاء يؤكد أن هناك 104 ألف محاولة انتحار في مصر خلال عام واحد وأغلبهم من الشباب في المرحلة العمرية من 15 إلي 25 عامًا. وفي جنوبسيناء، انتقد الخطباء محاولات البعض بإحراق أنفسهم أمام المصالح الحكومية بدافع الفقر والبطالة، مؤكدين أن قتل النفس من الكبائر بعد الشرك بالله، وأوضحوا أن قتل الحكام أو نفيهم ليس الحل نحو التغيير أو الحرية، وأن ثمة وسائل شرعية أخري للتعبير عن الاحتجاج. وفي البحر الأحمر، أدي الدكتور محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف، والمحافظ مجدي القبيصي صلاة الجمعة بمسجد عبد المنعم رياض، وتركزت الخطب بمساجد المحافظة على تحريم ظاهرة إقدام عدد من الشباب والفتيات علي الانتحار حرقا، وشهدت محيط المساجد الكبرى بشمال سيناء، وبخاصة مدينة العريش تواجد أمنيا ملحوظا، فيما التزم الأئمة بتعليمات وزارة الأوقاف بتوضيح حرمة قتل النفس بالانتحار. وفي الإسماعيلية، نبذت خطبة الجمعة التخلص من النفس، ودعت إلي التقرب إلي الله باعتباره طريق الإصلاح، وفي الغربية أدي الأهالي الصلاة وسط إجراءات أمنية مشددة بعد تردد أنباء عن خروج الإخوان المسلمين فى مظاهرات حاشدة للتنديد بالحكومة، فيما صدرت تعليمات للأئمة بأن تتضمن خطبة الجمعة حرمة قتل النفس وأن المنتحر مصيره النار في الآخرة. وفي أسيوط، قال الشيخ محمد الأمين، وكيل وزارة الأوقاف، إن المديرية أبلغت كافة الخطباء بالحديث عن "حرمة الإسلام في قتل الإنسان نفسه"، فيما أكد مصدر أمني مسئول أن اللواء أحمد جمال الدين، مدير الأمن، شدد التواجد الأمني أمام المؤسسات الحكومية والمساجد خشية إقدام الأهالي علي إشعال النيران في أنفسهم.