استكملت اليوم محكمة جنايات الجيزة محاكمة محمود طه سويلم، سائق المقاولون العرب المتهم بقتل 6 من العاملين بالشركة وإصابة 7 آخرين، عندما أطلق عليهم النار داخل الحافلة التي يقودها. وطلبت النيابة تشكيل لجنة خماسية من الأطباء النفسيين على أن يكون من بينهم أحد الأساتذة أحمد عكاشة أو يحيى الرخاوي أو محمد المهدي أو أحمد نجيب لإعادة فحص المتهم. ووافقت أسر الضحايا على طلب النيابة، ولكن محامي المتهم رفض طلبهم، وتمسك بتقرير اللجنة الطبية السابقة بشأن إصابة المتهم بمرض نفسي وأنه مسؤول جزئيا عن ارتكابه الواقعة. وطلب المحامي براءة المتهم أسوة بأحكام براءة صدرت لصالح متهمين آخرين في قضايا مشابهة. وكشف التقرير الطبي النفسي أن المتهم كان على درجة كبيرة من الوعي والإدراك وقت ارتكابه الجريمة، فضلا عن أنه خلال فترة إيداعه المستشفى كان يهتم بنظافته الشخصية وأناقته ويتصرف بصورة طبيعية، ولكن عندما يعلم أنه مراقب يبدأ في التظاهر بإصابته بالهلاوس. وادعى المتهم خلال محاكمته أنه مريض نفسيا، وحاولت المحكمة سؤال المتهم لكنه كان يرد دائما بأنه غير متذكر أي شيء ولا حتى اسم زوجته. وذكر التقرير أن المتهم يعاني مرض الذهان الضلالي «البارانويدى»، وأعراض المرض هي سبب لقتله عبد الفتاح عبد الفتاح تيتلى، ويمكن أن تكون دافعا لارتكابه جريمة قتل باقي المجني عليهم، والجاني كان ولا يزال في حالة من الوعي والإدراك والقدرة على التمييز والاختيار قبل وأثناء وبعد ارتكابه جريمة القتل، وأن المتهم كان يتعمد ادعاء التظاهر بالمرض من أجل التحايل على لجنة الفحص الطبي. ورأت اللجنة أنه على الرغم من حالة المتهم المرضية فهو مسئول عن فعل الجريمة المنسوبة إليه مسئولية جزئية، طبقا للفقرة الثانية من المادة الثانية من القانون 71 لسنة 2009 الخاصة برعاية المريض النفسي، والتي تنص على «أنه لا يسأل جنائيا الشخص الذي يعاني وقت ارتكاب الجريمة اضطرابا نفسيا أو عقليا أفقده الإدراك أو الاختيار، ويظل مسئولا جنائيا الشخص الذي يعاني وقت ارتكاب الجريمة اضطرابا نفسيا أو عقليا أدى إلى إنقاص إدراكه أو اختياره، ويجب أن تأخذ المحكمة في اعتبارها هذا الظرف عند تحديد العقوبة.