شهدت أولى جلسات محاكمة طارق عبد الرازق "محبوس" وضابطي بالموساد "هاربين" أمام محكمة أمن الدولة العليا طوارئ، عدة مفاجآت، حيث وصفت المحامية عصمت طلعت موكلها المتهم أمام المحكمة بأنه "خائن"، وأعلنت تنحيها عن الدفاع عن المتهم، لكن رئيس المحكمة رفض طلبها، وأصدر قرارا بتنحيتها من القضية لإساءتها للمتهم. بينما قال المحامي الثاني في القضية عبد العزيز عامر، إنه سيبلغ نقابة المحامين عن زميلته المحامية لإدلائها بتصريحات ضد موكلها بالمخالفة لقانون المحاماة. وصرخ المتهم في قاعة المحكمة عندما رفض رئيس المحكمة القاضي جمال الدين صفوت السماح له بالتحدث إلا بعد استئذان محامييه، فقاطعه المتهم وصرخ بشدة "حق المتهم مقدم على حق المحكمة، وأرفض هذين المحاميين، ولا أعرفهما، وأرفض الجلوس معهما". وقررت المحكمة تأجيل القضية إلى بعد غد الاثنين لاستدعاء المحامي الذي حدده المتهم، ومن المتوقع أن يحضر رجل أعمال للشهادة حاول المتهم تجنيده للتجسس على الوزراء وكبار المسؤولين من خلاله. وأحال القاضي هشام بدوي المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة المتهمين لمحكمة أمن الدولة طوارئ بتهم التجسس على شركات المحمول المصرية وسوريا ولبنان لصالح لإسرائيل، وتلقي رشاوى من جهة أجنبية، وتعريض علاقات مصر وسوريا ولبنان للخطر. وبدأت الجلسة باستدعاء القاضي جمال الدين صفوت رئيس المحكمة لمحاميي المتهم لغرفة المداولة، حيث طلب منهما الدفاع عن المتهم بكل جدية بغض النظر عن الاتهامات الموجهة إليه طبقا للمادة 97 من الدستور التي توجب حق كل متهم في توكيل محام عنه والمادة 395 للمرافعات، وقال رئيس المحكمة للمحاميين: "عليكما بذل قصارى جهدكما لإظهار براءة المتهم". ثم انعقدت الجلسة، وقرأ القاضي طاهر الخولي المحامي العام لنيابة أمن الدولة الاتهامات المنسوبة للمتهم، ثم سأل رئيس المحكمة المتهم: هل فعلا تجسست لصالح إسرائيل أو تلقيت رشوة من ضباط الموساد أو عرضت علاقات مصر بسوريا ولبنان للخطر، فأجاب المتهم بعبارة "محصلش". ثم طلب المتهم من المحكمة السماح له بالحديث، فرفضت المحكمة إلا بعد موافقة محامييه، فصرخ المتهم قائلا "حق المتهم مقدم على حق المحكمة، ومن حق المتهم اختيار محاميه، وأنا أرفض هذين المحاميين، حيث فرضت المباحث المحامية عصمت طلعت عقل لحضور جلسات التحقيق، رغم أنني طلبت من المحقق معي القاضي طاهر الخولي انتداب المحامي محمد عبد الحميد التنيحي". وهنا قدمت المحامية عصمت طلعت عقل طلبا للمحكمة بالتنحي عن الدفاع عن المتهم، فسألها رئيس المحكمة عن السبب، فأجابت بأنه "خائن لمصر، ولن تدافع عن خائن"، وهنا تدخل المحامي الثاني في القضية عبد العزيز عمر، وأكد لرئيس المحكمة أنه سيبلغ نقابة المحامين ضد زميلته المحامية لإساءتها لموكلها بالمخالفة لقانون المحاماة. ثم طلب المحامي من المحكمة تمكينه من الاجتماع بالمتهم نظرا لعدم تمكنه من مقابلته من قبل، إلا أن المتهم رفض، قائلا: لا أرغب في هذا المحامي أيضا. وسألت المحكمة المحامي عما إذا كان معه توكيل عن المتهم، فأكد أنه لا يحمل توكيلا عنه. وقررت المحكمة تأجيل القضية إلى غد الاثنين لانتداب محام عن المتهم. وقالت عصمت عقل محامية المتهم الذي حضرت معه جميع جلسات التحقيق في نيابة أمن الدولة ل"الشروق"، إنها ذكرت في طلبها للمحكمة للتنحي عن الدفاع عن المتهم إنها حاولت الاجتماع بالمتهم أكثر من مرة إلا أنه رفض رغم إصرار أسرته، وأضافت المحامية أنها تأكدت من خلال التحقيقات مع المتهم واعترافاته بالتحقيقات أنه خان مصر، وبالتالي ترفض الدفاع عن متهم خائن وغير متعاون. وقرأ القاضي طاهر الخولي المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة، قرار الاتهام، وأوضح أن المتهم تجسس لصالح الموساد طيلة 3 سنوات.