صرح الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بأن مصر لم تعرف قط سياسات التطهير الديني أو العرقي التي شهدتها أوروبا. وأكد الطيب -خلال استقباله وفد الكتلة المشتركة للديمقراطيين المسيحيين بالبرلمان الألماني اليوم الأحد- أننا نعتصم لوحدتنا الوطنية، ونحرص على أن يبقى إخواننا الأقباط كجزء رئيسي من المجتمع يسهم في تقدمه ورخائه. وأضاف شيخ الأزهر أن المسيحيين في مصر عاشوا آمنين مطمئنين لمدة 14 قرنًا، قبل أن توجد المنظمات الدولية، وقبل أن يكون للدول الأوروبية قدرة على التدخل، ولم يمسهم سوء أو أذى. وأشار الطيب إلى أننا نقدر كل جهد يهدف إلى محاربة الإرهاب، وإلى تأكيد التضامن والتعايش بين أتباع الديانات جميعًا، وأن الأقباط في مصر جزء رئيسي من نسيج المجتمع، ومواطنون يتمتعون بحقوق المواطنة الكاملة، وهم لا يحتاجون حماية من أحد، فالمصري المسلم أقرب إلى المصري القبطي من أي جهة خارجية، وهو أخوه في الوطن والعيش المشترك. وأكد الطيب للوفد الألماني أن ما حدث بالإسكندرية يهم المصريين جميعًا، والمسلمين قبل أي أحد، موجهًا الشكر للوفد، وطالبهم بأن تكون دعوتهم لمساندة المضطهدين في العالم كله، وخصوصًا الفلسطينيين والمسحيين الفلسطينيين، قائلا: "عليكم مساندة المضطهدين في العالم كله، وخصوصًا الفلسطينيين والمسحيين الفلسطينيين الذين أهملتوهم، لأن الأمر خاص باليمين المتطرف الإسرائيلي، وانتم لم تستطيعوا نقده، والتصدي له، وكنا نتمنى أن يكون التضامن أيضًا مع العراق مسلميه ومسيحيه". وتأتي هذه الزيارة لتبني الكتلة البرلمانية القرار الذي يدعو إلى حماية الحريات الدينية في جميع أنحاء العالم وخاصة المسيحيين، وذكروا أنهم يزورون مصر لإبداء التضامن مع المسيحيين المصريين والاطلاع على الأقباط والأقليات المسيحية الأخرى في مصر بعد أحداث الإسكندرية. وقد أشاد الوفد الألماني بالدور المصري في إنجاح جهود ومحاربة الإرهاب وتحقيق السلام في الشرق الأوسط، مشيرين إلى أنهم يزورون مصر لإبداء التضامن مع المسيحيين المصريين، والاطلاع على حالة الأقباط والأقليات المسيحية الأخرى في مصر، خاصة بعد الهجوم الإجرامي الذي تعرضت له كنيسة القديسين بالإسكندرية.