اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم الخميس، بعدة قضايا، أهمها تدهور فكرة الدولة المدنية وحقوق المواطنة لصالح الدولة الدينية والتشدد، وتشديد إجراءات الأمن على المساجد والكنائس، وتعديل قانون الانتخابات الرئاسية بشكل بسيط، وإعادة غلق شواطئ شرم الشيخ أمام رياضة الغوص مجددا. دعوات الشباب أفضل من فتاوى الشيوخ كتب نصري الصايغ في صحيفة "السفير" اللبنانية، يقول إن استحسان الشيوخ والمعتدلين للتنديد بما حدث في كنيسة القديسين بالإسكندرية، وإطلاق فتاوى تقول إن تهنئة غير المسلم واجبة لم يكن كافيا، وإن دعوات الشباب والمواطنين المصريين لحماية الكنائس والوقوف صفا واحدا أمام المعتدي، وارتداء ملابس الحداد في وقفات صامتة ترفض ما حدث، كانت أهميتها أكبر بكثير من "الاستحسان والإدانة". وقال الصايغ: إن مصر ما زالت بألف خير بشعبها التلقائي الذي رفع شعار "يا نعيش سوا يا نموت سوا". كارثة ثقافية في مصر وكتب مأمون فندي في صحيفة "الشرق الأوسط"، يقول إن المتابع لتداعيات الكارثة الأخيرة في الصحف والمجلات ووسائل الإعلام المرئية يجد أن الأزمة ليست في الإرهاب، وإنما هي أزمة وكارثة ثقافية في المقام الأول. وضرب مثلا بمبادرة شيخ الأزهر "بيت العائلة المصرية"، فرغم أن النوايا من ورائها طيبة، إلا أنها ترسخ لمبدأ الدولة القائمة على المبادرات العائلية، وكأن مصر دولة من القبائل والعائلات، وليست دولة مدنية ظهرت أساساتها منذ فجر التاريخ. والمشكلة الثانية هي شعار "الهلال مع الصليب"، ففي رأي فندي يعبر هذا الشعار عن تديين القضايا والحوار الوطني، وقال: "بدلا من أن يتحدث المصريون بمسؤولية عن المساواة في المواطنة، تحدثوا بلغة دينية طائفية، تقف خلفها النيات الحسنة، كما يقف خلفها غباء سياسي وثقافي منقطع النظير". حادث كنيسة القديسين.. 11 سبتمبر المصري أما أميرة هويدي، فكتبت في "السفير"، تقول إن تفجير كنيسة القديسين بمثابة 11 سبتمبر المصري، ورغم مرور 5 أيام على الكارثة، فإن المصريين ما زالوا يعيشون حالة صدمة لم يفيقوا منها بعد، وهو ما انعكس على ردود الأفعال الشعبية والبيانات الرسمية التي تدين العمل الإرهابي. وقالت إنه على الرغم من التظاهرات والمسيرات والوقفات الاحتجاجية التي عمت مصر مؤخرا، تؤكد عدم وجود شقاق بين العنصرين المسلم والمسيحي في مصر، فإن بعض التظاهرات كانت تعج بالاحتجاجات القبطية، وهو ما يعني أن الأقباط كانوا يعانون من تراكم الغضب المكبوت منذ سنوات. غلق شواطئ شرم الشيخ أمام سياحة الغوص ذكرت صحيفة "القدس العربي" أن السلطات المصرية عادت، أمس الأربعاء، وأغلقت أجزاء كبيرة من شواطئ منتجع شرم الشيخ أمام السائحين الراغبين بالغوص، بعد نحو أسبوعين من إعادة فتحها، إثر هجمات شنتها أسماك القرش على السائحين في المنطقة. وأمر عبد الفضيل شوشة، محافظ جنوبسيناء، بإغلاق جميع شواطئ شرم الشيخ أمام الغوص، في حين ترك 6 مواقع مفتوحة لمزاولة الأنشطة البحرية الأخرى. وعلل المحافظ قراره بحماية السائحين من حوادث أو هجوم من أسماك القرش. شرم الشيخ ملجأ نيتانياهو من العزلة وفي "القدس العربي"، كتب عبد الباري عطوان، رئيس التحرير، ينتقد زيارة بنيامين نيتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، لشرم الشيخ هذا الأسبوع، معللا ذلك أن نيتانياهو يلجأ إلى شرم الشيخ كل مرة يشعر فيها أنه محبوس في زاوية العزلة والنبذ، وهو في ذلك يبحث عن طوق نجاة من الرئيس مبارك. وقال عطوان: إن نيتانياهو يهدف من ذلك إلى كسر عزلته والإيحاء للعالم الغربي بأنه مقبول عربيا، وأن عملية السلام لم تمت، والأبواب جميعها مفتوحة في وجهه، بما في ذلك باب الدولة الأكبر عربيا. تعديل في قانون الانتخابات الرئاسية اهتمت صحيفة "الخليج" بإقرار مشروع قانون يقضي بتعديل بعض أحكام القانون الخاص بتنظيم الانتخابات الرئاسية، بما يتيح للأحزاب الحاصلة على نسبة 3% فقط من عدد الأعضاء المنتخبين بمجلسي الشعب والشورى الدفع بمرشح لها في انتخابات الرئاسة المقبلة، وإلغاء شرط حصول الحزب على نسبة 5% من عدد الأعضاء لتقديم مرشح رئاسي، فيما قللت أحزاب المعارضة ومنظمات حقوق الإنسان من أهمية هذا التعديل. ورأى حزبيون وحقوقيون أن التعديل على القانون رقم 174 لسنة 2005 الخاص بتنظيم الانتخابات الرئاسية، لم يضف جديدًا بشأن تخفيف قيود الترشح للرئاسة، وأكدوا أنه استهدف العمل على امتصاص غضب أحزاب المعارضة إزاء نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة. لقاء سري بين شيخ الأزهر وعمرو خالد قالت صحيفة "العرب" القطرية -نقلا عن الدكتور عبد الحليم عويس، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر- إن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، استقبل في مقر مشيخة الأزهر الداعية عمرو خالد، لبحث سبل تطوير وتجديد الخطاب الديني، لنشر الوسطية والاعتدال، وألا يكون الراتب الذي يحصل عليه الداعية هو الهدف الأساسي، وإنما يقوم بعمله خالصًا لوجه الله تعالى. بينما نفى المتحدث الرسمي باسم الأزهر حدوث هذا اللقاء، لكن مصادر مسؤولة داخل المشيخة أكدت إجراء المقابلة. وأوضح أنه تم بحث سبل الاستفادة من مشروع الداعية الإسلامي عمرو خالد، لنشر منهج الوسطية والاعتدال، مشيرًا إلى أن خالد أكد أنه على استعداد للمساهمة في أي مشروع يتبناه الأزهر لخدمة الدعوة الإسلامية، وتطوير الخطاب الديني، وإعادة المؤسسة الدينية العريقة إلى مكانتها السابقة على مستوى العالم.