كشف التقرير الثالث لمرصد الإصلاح العربى عن وجود مخاوف متزايدة بين النخبة العربية على وحدة الدولة وتماسكها، وهو ما دفعها للمطالبة بالتركيز على التعليم القائم على المواطنة والتربية المدنية فى مناهج التعليم. وأظهرت نتائج التقرير قلق هذه النخبة العربية بخصوص ضعف مستوى التعليم وتراجع الحريات السياسية والمدنية. وقال التقرير، الذى من المقرر إطلاقه غدا الأربعاء وتنفرد «الشروق» بنشر أهم نتائجه، إن نسبة كبيرة من النخبة العربية أكدت أن الولاء للدولة ينبغى أن يأتى أولا مما يعكس شعورا متزايدا بالمخاوف الشديدة على وحدة الدولة وتماسكها، وهو ما دفع النخبة إلى التمسك بالهوية القومية قبل الهويات الفرعية مثل الهوية الدينية والقبلية والعشائرية وغيرها، بحسب التقرير. ويتناول التقرير الثالث لمرصد الإصلاح العربى الذى تأسس بموجب مبادرة الإصلاح العربى عام 2004، قضية التعليم والإصلاح، من خلال استطلاع رأى عينة من النخبة العربية من مختلف البلاد العربية بلغ عددها 1260 فردا. وأبدت النخبة نوعا من التقييم السلبى لتراجع الحريات السياسية والمدنية ومدى الالتزام بالاعلان العالمى لحقوق الإنسان، وبضعف الدور الرقابى للسلطة التشريعية وضعف اللامركزية فى العالم العربى. وأكدت العينة أن القطاع الخاص يحتاح إلى مراجعة تشمل الرقابة الذاتية والتاكيد على الدور الاجتماعى لرأس المال وضرورة إعادة صياغة ادوار الدولة والمجتمع المدنى. وقال الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية: «إن المنطقة العربية التى تموج بتحديات عديدة على صعيد التجانس الدينى والعرقى والمذهبى، شددت النخبة فيها على الولاء للدولة، والحرص على عدم إذابة الولاء للدولة فى ولاءات أضيق». واضاف: «قراءة التقرير تكشف عن الشعور بالتفاوت فى مستوى التعليم المقدَّم لأبناء الفئات الفقيرة والمتوسطة مقارنة بأقرانهم من أبناء الفئات الأعلى فى المجتمع». وأشار سراج الدين إلى أنه من النتائج الملفتة للانتباه أن التفاوت الصارخ بين الذكور والإناث فى مجال التعليم قل كثيرا، وأصبح هناك اهتمام بتعليم الفتيات فى مختلف البلدان العربية. وحول آلية إعداد التقرير هذا العام قال سامح فوزى، نائب مدير إدارة الحوار بمكتبة الاسكندرية ل «الشروق»، إن التقرير أعد على مدار عام كامل وقد مر بعدة مراحل إعداد صحيفة الاستبيان وتجريبا بشكل مبدئى ثم الاتفاق مع عدد من الباحثين والمؤسسات البحثية فى العالم العربى لتطبيق الاستمارة ثم تحليل النتائج وتقديم التقرير. وأشار إلى أن مسودة التقرير حظيت بمناقشة فى أكتوبر الماضى فى جلسة مغلقة شارك فيها عدد من كبار المثقفين والباحثين من مختلف البلدان العربية، مشيرا إلى أن المناقشة خرجت ببعض الآراء المعمقة التى أخذها الفريق البحثى فى الاعتبار.