حصلت «الشروق» على تفاصيل المخطط الاستراتيجى لمحافظة حلوان، المقرر تطبيقه بدءا من عام 2012، والذى أعد تحت إشراف هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة. ووفقا للدكتور حسنين أبو زيد، أستاذ التخطيط العمرانى ورئيس فريق العمل الذى أعد المخطط الاستراتيجى «يتكون المخطط من 4 مراحل خمسية تنتهى جميعها بحلول عام 2032، وتتضمن كل مرحلة عددا من المشروعات التنموية». ويوضح أبوزيد فى تصريحات خاصة أن المشروعات «تتكلف 140 مليار جنيه، تساهم الحكومة فيها بنحو 15 مليارا، فيما يتحمل القطاع الخاص 125 مليارا، وتتعلق أعمال التطوير بالمشروعات الداعمة وتمهيد الأراضى ووضع المرافق». وقال رئيس فريق العمل: «المخطط يعتمد على نقل 7 صناعات ملوثة للبيئة فى حلوان إلى الصحراء، ومنها صناعات الأسمنت والحديد والصلب والكوك والفواخير والاسبستوس»، مضيفا: «من المقترح نقل مصانع الحديد والصلب إلى صحراء أكتوبر وذلك لتقريب المسافة مع مصنع الحديد والصلب الموجود بالواحات والذى يقدم المواد الخام لمصنع حلوان، كما يتم نقل 4 مصانع للأسمنت إلى صحراء بنى سويف القريبة من مناطق المواد الخام». ويتضمن المخطط بحسب أبوزيد «إعداد حلوان لتصبح محافظة سياحية، خصوصا أنها تتمتع بوجود 36 كيلومترا من كورنيش النيل داخل حدودها، وذلك من خلال إنشاء فنادق سياحية وأنشطة إدارية لرجال الأعمال وعدد من المشروعات السياحية الأخرى فى المساحات التى ستتركها مصانع الأسمنت الموجودة على كورنيش النيل، بالإضافة لإنشاء كوبرى معلق (محور) سياحى تجارى بجوار مدينة 15 مايو يقطع الصحراء ويعبر النيل إلى الضفة الأخرى ليصل منطقة سقارة الأثرية ويربطها بحلوان». «والجديد فى هذا الكوبرى المعلق والحديث لأبوزيد أنه سيتكون من طابقين، الأول مرورى والثانى تقام عليه مطاعم وكازينوهات سياحية تطل مباشرة على النيل وعلى منطقة سقارة الأثرية، وسيتم إنشاؤه بالمشاركة بين القطاعين العام والخاص، ويأتى الكوبرى فى المرحلة الأولى من المخطط». وأضاف: «سيتم إنشاء حديقة حيوانات مفتوحة داخل محمية وادى دجلة، وهى منطقة سياحية رائعة تضم الغابات الشجرية المتحجرة وحيوانات وزواحف نادرة والصقور النادرة بالإضافة لإنشاء مشروع سفارى داخل وادى دجلة ويتم العمل حاليا على تطوير كبريتاج حلوان». ولفت إلى أنه بحلول عام 2032 «يصل عدد سكان حلوان إلى 10 ملايين نسمة، ما يستلزم خلق فرص عمل جديدة واستغلال مداخل المحافظة الستة (ثلاثة منها تقع شرق المحافظة وهى لطرق الإسماعيلية والسويس والعين السخنة و3 طرق أخرى من الجنوب وهى طريق الكريمات وطريق النيل والمحور) وهو ما دعانا إلى أن نضع فى اعتبارنا إنشاء مناطق لوجيستية». وتضمن تلك المناطق: «مصانع للملابس الجاهزة، وأخرى لإعادة التصنيع، ومخازن، وسينقل إلى هذه المناطق جميع أنواع تجارة الجملة الموجودة بالقاهرة، وهو ما يخلق الكثير من فرص العمل الجديدة». وحول ما يتعلق بكيفية التعامل مع المناطق العشوائية قال أبوزيد: «المخطط صنف هذه المناطق إلى مناطق غير أمنة وأخرى غير مخططة وسيتم معالجة غير الآمنة عن طريق إزالة أسباب الخطورة وهى المصانع الملوثة للبيئة وأبراج كهرباء الضغط العالى ووضع أسلاك الكهرباء تحت الأرض، أما المناطق غير المخططة (ومنها منطقة عرب الوالدة) فسيتم عمل برامج اقتصادية وعمرانية لتنميتها وأكد أبوزيد عدم وجود إزالات لأى من منازل المواطنين فى هذه المناطق العشوائية». وفيما يتعلق بإدارة أملاك الدولة قال: «سيتم استغلالها فى عمل مشروعات سياحية فى أراضى طرح النهر وإقامة مسطحات خضراء بالإضافة إلى المساحات الموجودة حاليا فنصيب الفرد من الخضرة فى حلوان يصل إلى 6 أمتار، وسيتم كذلك إنشاء حزام أخضر بطول 105 كيلومترات وعرض كيلومتر على امتداد الطريق الدائرى الإقليمى فى المسافة الواقعة داخل حدود المحافظة، وستتم زراعة هذه المساحة الهائلة بالغابات الشجرية عن طريق استغلال مياه الصرف الصحى بمحطة عرب أبوساعد ومحطات الصرف فى المدن الجديدة». «وعن المناطق الصناعية الواقعة داخل منطقة شق الثعبان والمتعلقة بمصانع الرخام إحدى المناطق التى لديها توسعات داخل محمية وادى دجلة فسيتم نقل المصانع إلى منطقة عرب أبوساعد وتطوير منطقة شق الثعبان إلى معارض للرخام». وتابع رئيس فريق العمل: «يشمل المخطط الاستراتيجى لمحافظة حلوان القطاع الريفى بالمحافظة والمتمثل فى مركزى أطفيح والصف، حيث تصل المساحة المزروعة من الأراضى فى هذه المراكز إلى 46 ألف فدان، وسيتم استصلاح 40 ألف فدان قابلة للاستصلاح على حدود المناطق المزروعة حاليا إلى حدود طريق الكريمات». «ولحماية هذه المناطق المزروعة من البناء عليها حرص المخطط على إنشاء ظهير صحراوى لهذه المناطق عن طريق إنشاء 8 قرى تستوعب 80 ألف نسمة وتم البدء بالفعل فى إنشاء قريتى القوبابات وأطفيح وهى قائمة على استصلاح الأراضى وأنشطة صناعية غير ملوثة للبيئة والأنشطة الخدمية بالإضافة إلى إنشاء مدينتى الصف وأطفيح الجديدتين وهناك 4400 ألف فدان بالكريمات تضم مصانع للطوب، ما يساعد على خلق فرص عمل حتى عام 2032 تستوعب حجم زيادة المحافظة، ويشمل المخطط أيضا إنشاء كوبرى علوى جنوب مدينة حلوان واسمه كوبرى أطفيح وذلك لخلق محاور جديدة للحركة بحسب أبو زيد والذى أنهى تصريحاته الخاصة ل«الشروق» موضحا أنه: «تم عرض المخطط على الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء، وننتظر موافقة المجلس الأعلى للتخطيط العمرانى الذى يرأسه نظيف».