يعد الدكتور جابر البلتاجى الباريتون الأول فى مصر ومغنى الأوبرا العالمى، من المصريين القلائل الذين حققوا صدى عالميا فى الغناء الأوبرالى وترجم هذا النبوغ فى صورة مشاركات متعددة فى أوبرات عالمية. ولم يتوقف الامر عند حد المشاركة بل حصل على العديد من التكريمات أبرزها ميدالية فيردى من إيطاليا وهى تمنح للأصوات القادرة على أداء الأعمال التى ألفها الموسيقار العالمى فيردى، كما حصل على تكريم من روسيا حيث حصل على ميدالية البلشوى عام 2004 بمناسبة مرور 225 سنة على ميلاد هذا المسرح، ومن كندا على ميدالية الجدارة كما غنى فى أغلب دول أوروبا. ويبدو ان هذا الامر ازعج الكثيرين فى مصر خاصة وزارة الثقافة وكانت بداية القصيدة عقب عودته من اوروبا قبل 10 سنوات منعه من الغناء الأوبرالى بحجة ان صوته انتهى، ولم يستسلم الرجل وظل يحارب من اجل فنه، وعندما وجد دار الأوبرا المصرية مصممة على عدم وجوده. اتجه إلى الغناء العربى الذى أبدع فيه بشكل كبير وأصبح له شخصية غنائية فى هذا اللون وبالفعل أدى أعمال محمد عبدالوهاب بإبداع شديد، كما غنى أعمال فريد الأطرش مثل الربيع وبمناسبة مرور ذكرى الأطرش يوم 26 ديسمبر الحالى لا أعرف لماذا لم تتم الاستعانة به من أجل إحياء هذه الليلة على مسارح الأوبرا بالقاهرة والإسكندرية كنوع من التكريم للأطرش واستغلال إبداع البلتاجى. لكن على ما يبدو أن عملية اضطهاد البلتاجى واغتياله فنيا مازالت مستمرة، وأصبح وجوده يقلق البعض، رغم ان طلبات هذا الفنان شرعية وطموحة هو الغناء فقط وليس أى منصب. عشق البلتاجى للغناء وحرصه عليه جعله يقوم بطباعة العديد من الاسطوانات على نفقته الخاصة وقام بتوزيعها على المهتمين والمتخصصين وهى اسطوانات تضم بعض أعمال موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وأعمال فريد الأطرش إلى جانب مقتطفات من أهم الأعمال الأوبرالية التى غناها. ابعاد البلتاجى خسارة لدار الاوبرا لان خبرته العالمية فى هذا المجال تفوق أغلب العاملين بها. لذلك على القائمين عليها الاستفادة منه وعلى السيد فاروق حسنى التدخل بنفسه وكفانا إهدارا لكرامة الرموز. فهل يعلم الوزير الفنان فاروق حسنى أن الدكتور البلتاجى عندما شارك فى مهرجان الموسيقى العربية قبل عامين حددت له الأوبرا مبلغ مائة جنيه كأجر. أتصور أن هذا المبلغ منتهى الإهانة لفنان كبير غنى على مسارح أوروبا، والوزير يعلم أن الكورال فى فرق الموسيقى العربية يحصل على أضعاف هذا المبلغ. أتمنى أن يحقق الوزير فى الأمر إن كان يريد أن يحافظ على الرموز الفنيه المصرية والتى هو المسئول الأول عنها.