أثار إعلان السلطات في جنوب أفريقيا أنها ليست مستعدة لمواجهة خطر انتشار مرض أنفلونزا الخنازير على أراضيها مخاوف عديدة من قدرة هذا البلد الواقع في أقصى الأطراف الجنوبية للقارة السمراء على توفير إجراءات السلامة الكافية للفرق المشاركة في بطولة العالم للقارات التي يفترض أن تستضيفها الصيف الحالي بمشاركة أبطال قارات العالم ومن بينهم مصر بطل أفريقيا. وذكرت وسائل الإعلام في جنوب أفريقيا ومن بينها موقع "آي.أو.إل." الإليكتروني أن جنوب أفريقيا لا تملك ما يكفي من المعدات والتجهيزات الطبية الذي يصلح لمواجهة هذا المرض القاتل في حالة وصوله إلى هناك خلال الأيام المقبلة ، وذلك حسبما حذر خبراء أكاديميون في البلاد. وأكد الخبراء في تحذيراتهم أن جنوب أفريقيا ربما تكون قادرة فقط على السيطرة على انتشار الوباء بين آلاف الأشخاص ليس أكثر ، ولكن إذا كان الملايين مهددين فإن هذا سيكون أمرا يفوق إمكانيات البلاد من الناحية الطبية. وعلى الرغم من أن الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" لم يصدر أي بيانات رسمية حتى الآن بشأن مستقبل تنظيم بطولة العالم للقارات في جنوب أفريقيا هذا العام بسبب المخاوف من هذا المرض ، فإن وسائل الإعلام الجنوب أفريقية بادرت من تلقاء نفسها لتؤكد في عناوين مختلفة أن تنظيم بطولة القارات أصبح موضع شك ، ليس فقط بسبب عدم إنتاج أو تصنيع المصل الجديد اللازم لمواجهة المرض ، وليس أيضا بسبب عدم توافر القدرة لدى جنوب أفريقيا على مواجهة الانتشار المحتمل لهذه المرض في حالة وصوله إليها ، ولكن أيضا بسبب المخاوف التي ستنتاب العديد من اللاعبين والمدربين من الدول المشاركة من مجرد السفر إلى جنوب أفريقيا في ظل هذه الظروف غير المواتية التي يسهل فيها انتشار المرض عبر السفر ، ومما يزيد من هذه المخاوف هو إعلان أربع دول من بين الدول المشاركة في بطولة القارات عن ظهور حالات إصابة بالمرض في أراضيها ، وهي الولاياتالمتحدة ونيوزيلاندا والبرازيل وإسبانيا. وحتى التصريح الفردي الوحيد الصادر عن الفيفا حتى الآن بشأن بطولة القارات لم يكن مطمئنا ، حيث أعلن جيرومي فالكه السكرتير العام للفيفا في تصريحات له أن حظر السفر الذي تفرضه بعض الدول قد يمثل تهديدا واضحا ومباشرا للبطولة ، غير أنه لم يرغب في التسرع في الوصول إلى حكم أو رأي نهائي في هذا الشأن ، باعتبار أن منظمة الصحة العالمية ما زالت تأمل في انحسار المرض في الأسابيع القليلة الماضية ، مما يعني زوال الخطر قريبا ، وهو ما يعني ضرورة عدم التعجل في إصدار قرار بإلغاء البطولة ، والذي سيعني خسائر مالية جسيمة للفيفا والفرق المشاركة والشركات الراعية ولجنوب أفريقيا نفسها. ونقلت وسائل الإعلام الجنوب أفريقيا عن أفالوك باتياسيفي المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية قوله : "جنوب أفريقيا هي وحدها القادرة على اتخاذ قرار بشأن إلغاء البطولة أو غقامتها ، المشكلة أن الناس يسافرون حاليا بلا توقف ، ولا نعرف هل سيؤدي هذا إلى انتشار المرض أم لا". والغريب أن تحذيرات الخبراء الجنوب أفريقيين تتعارض تماما مع تأكيدات جيرومي فالكه من أن المنشآت الطبية لدى جنوب أفريقيا جاهزة بنسبة 100% لاستضافة البطولة ، ولكنه أشار إلى أن مسئولين طبيين في الفيفا سيعقدون اجتماعا هذا الأسبوع لاتخاذ قرار بشأن المباريات الدولية بصفة عامة في ضوء انتشار المرض. وفي السياق نفسه ، ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول) أرجأ موعد إقامة مباراتين أحد طرفيهما فريق مكسيكي في بطولة كأس ليبرتادوريس لكرة القدم لمدة أسبوع ، بسبب المخاوف من مرض أنفلونزا الخنازير. وقال الأمين العام للاتحاد القاري ، الأرجنتيني إدواردو ديلوكا ، "سيتم تنظيم المبارتين بالتنسيق مع أطرافهما ، وبالتأكيد سيؤدي هذا إلى تأخير جدول المباريات كاملا لمدة أسبوع ، بما في ذلك النهائي". وشهد اليومان الماضيان مشاورات مستمرة بحثا عن مقر لإقامة مبارتي الذهاب لفريقي سان لويس وتشيفاس المكسيكيين مع ناسيونال بطل أوروجواي وساو باولو البرازيلي على الترتيب في دور الستة عشر للبطولة القارية ، في ظل رفض العديد من مدن المنطقة احتضان اللقاءين خشية حضور أندية وجماهير المكسيك التي تشهد مؤشرات على تحول أنفلونزا الخنازير فيها إلى وباء. وكان من المفترض أن تقام جولتا الذهاب في المكسيك يوم الخميس المقبل ، ومع عدم إمكانية اللعب في المكسيك قرر الكونميبول إقامة اللقائين في بوجوتا كبديل ، قبل أن ترفض السلطات البلدية والصحية في العاصمة الكولومبية هذا القرار. وقال ديلوكا "لتجنب هذا الوضع المؤسف قررنا تأجيل المبارتين لمدة أسبوع ، ستلعب المباريات الستة الأخرى في موعدها" ، مضيفا أن المباراة النهائية للبطولة "ستتأجل هي الأخرى بكل تأكيد طالما لم يتم التوصل إلى حل". وتم التطرق إلى العديد من البدائل بعد رفض بوجوتا ، أبرزها خوض المبارتين في العاصمة الشيلية سانتياجو أو تعديل مواجهات دور الستة عشر بحيث يتواجه الفريقان المكسيكيان ، قبل أن يتقرر التأجيل في النهاية.