اختار المدير التنفيذى الجديد لمنظمة «فريدوم هاوس» بيت الحرية الأمريكية ، ديفيد جى كريمير، أن تكون مصر وجهته الأولى بعد توليه منصب المدير التنفيذى لواحدة من أكثر المنظمات الأمريكية إثارة للجدل فى مصر، والتى تلاحقها طول الوقت اتهامات بتنفيذ برامج تخدم المصالح الأمريكية والصهيونية وتدعم إسرائيل. هذه الاتهامات حاول كريمير نفيها خلال الحوار الذى أجرته معه «الشروق» أثناء زيارته القصيرة إلى مصر التى جاءت عقب أيام قليلة من انتهاء أهم انتخابات برلمانية جرت فى مصر، والتقى خلالها مسئولين بالمجتمع المدنى والمجلس القومى لحقوق الإنسان ومسئولين بالسفارة الأمريكية، ولكنه لم ينجح فى لقاء مسئولين بوزارة الخارجية. كريمير، الذى توجه أمس إلى عمان لعقد أول لقاء عمل بينه وبين المدير الإقليمى للمنظمة سمير جراح، أكد أن المنظمة تعمل فى مصر بشفافية تامة والحكومة المصرية على علم بكل أنشطتها، وأوضح عِلم السفير المصرى فى واشنطن بخطة هذه الزيارة. حذر كريمير خلال حواره مع «الشروق» من تكرار الانتهاكات التى حدثت فى الانتخابات البرلمانية وفى الانتخابات الرئاسية التى تجريها مصر العام المقبل، وأكد أنه بحث مع المسئولين المصريين مشكلة منع بعض موظفى فريدوم هاوس من دخول مصر ولكنه لم يتلق ردا واضحا.. وفى السطور التالية نص الحوار: ● ما تقييم فريدوم هاوس للانتخابات البرلمانية الأخيرة؟ أصدرت المنظمة بيانا من واشنطن عن الجولة الأولى فى الانتخابات وأبدينا فيه اهتمامنا بعدد من الانتهاكات التى حدثت خلال العملية الانتخابية مثل منع المراقبين الدوليين والمشاكل التى اعترضت عمل عدد من المراقبين المحليين وقلنا إن هذه الانتخابات تعتبر خطوة للوراء وتراجعا عن انتخابات 2005. ونخشى من تكرار الانتهاكات التى حدثت فى الانتخابات البرلمانية وفى الانتخابات الرئاسية. ● وماذا عن الجولة الثانية من الانتخابات؟ الجولة الثانية لم تكن أفضل حالا من الجولة الأولى وأعتقد أن رد فعل المجتمع الدولى على الانتهاكات كان سلبيا للغاية. ● هل ناقشتم الانتخابات البرلمانية مع حقوقيين مصريين خلال الزيارة؟ نعم التقينا عددا من الحقوقيين واستمعنا لآراء كثيرة عن الانتخابات ورأينا مجموعة سعيدة بهذه الانتخابات وتعتبرها خطوة للأمام وآخرين وهم الأغلبية اعتبروا أنها تراجع شديد. ● فريدوم هاوس شاركت فى تقديم دعم فنى لمشروع «شارك وراقب»، الذى تنفذه عدة منظمات مصرية، ولكن لماذا لم تراقب الانتخابات بنفسها؟ فريدوم هاوس لا تراقب الانتخابات بنفسها وتوجد منظمات أخرى أكثر تخصصا فى هذا المجال مثل المعهد الجمهورى الأمريكى والمعهد الديمقراطى الأمريكى ومنظمة آيفيس، ونحن فقط نحاول تقديم الدعم للمؤسسات المحلية التى تعمل على المراقبة ولا نفرض أنفسنا على أحد ونتشارك مع المؤسسات المحلية ولكن فى كل الأحوال نتابع العملية الانتخابية عن كثب. ● كثير من الحقوقيين يتوقعون أن يصدر البرلمان الجديد قانونا للجمعيات الأهلية يؤدى لفرض مزيد من القيود على الجمعيات وخاصة التى تعمل فى المجال الحقوقى، كيف ترى فريدوم هاوس هذا الأمر وما نوع الدعم الذى يمكن أن تقدموه للمنظمات فى هذه الحالة؟ عندما يصدر القانون سنكون أقدر على الحكم عليه، ولكننا نعرف أن القانون الحالى به قيود كثيرة فواجهنا من قبل صعوبات فى تنفيذ بعض البرامج والفعاليات مع المنظمات المحلية، وأتمنى من القانون الجديد أن يهيئ بيئة أفضل للجمعيات وليست مقيدة لها. ● لكن المؤشرات تؤكد أن القانون الجديد لن يكون أفضل؟ طبعا هناك مخاوف كثيرة من القانون الجديد لكن لا يمكننا الحكم على قانون لم يصدر بعد. ● تعرض المدير الإقليمى لفريدوم هاوس، سمير جراح، منذ شهور، للاحتجاز فى مطار القاهرة ومُنع من دخول مصر، هل ناقشتم هذا الأمر مع السلطات المصرية؟ تواصلنا مع المجلس القومى لحقوق الإنسان وأيضا وزارة الخارجية من خلال الحديث مع السفير المصرى فى واشنطن. ● وماذا كان الرد؟ لم نحصل على ردود واضحة لكن سنستمر فى الكلام عن هذا الموضوع. ● هل لدى فريدوم هاوس خطة للتسجيل بشكل قانونى فى مصر، بحيث تنشىء المنظمة مكتبا فى القاهرة؟ حتى الآن لا توجد لدينا خطة للتسجيل فى مصر لكن نتمنى الاستمرار فى دعم المؤسسات المحلية وفى كل الأحوال نحن نعمل بشفافية والحكومة المصرية تعرف ما نفعله على أرض الواقع ولا نخفى شيئا. ● وما أهمية العمل فى مصر بالنسبة لفريدوم هاوس؟ مصر هى الدولة الأولى التى أزورها بعد تولى منصب المدير التنفيذى للمنظمة وهذا يرجع إلى أن مصر دولة محورية، والعلاقات المصرية الأمريكية ذات أهمية كبيرة والتنمية مهمة جدا لمصر وبقية دول المنطقة. ● بمناسبة الحديث عن أهمية التنمية لمصر ودول المنطقة.. أنتم متهمون دائما بدعم الصهيونية ويقال إن بعض أعضاء مجلس الأمناء فى منظمتكم من الداعمين لإسرائيل؟ لدينا فى مجلس الامناء أعضاء لهم وجهات نظر مختلفة، فيوجد أعضاء فى مجلس الإدارة من الحزب الجمهورى وآخرون من الحزب الديمقراطى ولدينا أعضاء فى المجلس مهتمون بالشرق الأوسط وآخرون لديهم اهتمام بالصين، ونحن لا نركز على دولة محددة، بل نعمل فى كل أنحاء العالم من أجل حقوق الانسان والحرية. ● هل قابلتم مسئولين رسميين خلال الزيارة؟ التقينا بعض أعضاء المجلس القومى لحقوق الإنسان، وتحدثنا مع نائب رئيس المجلس، مقبل شاكر، وحسام بدراوى، وعقدنا لقاءات مع بعض مؤسسات المجتمع المدنى والسفارة الأمريكية. قبل الزيارة أيضا التقينا السفير المصرى فى واشنطن وطلبنا منه ترتيب اجتماع مع وزير الخارجية المصرى لكن من الواضح أنه لم يكن لديه وقت ونتمنى أن يعقد هذا اللقاء فى الزيارة القادمة. ● خلال لقائكم السفير المصرى.. ما الذى تطرقتكم إليه؟ ناقشنا معه خطة زيارتنا إلى مصر ورغبتنا فى دعمه لنا لمقابلة مسئولين فى وزارة الخارجية، وأثرنا بعض الموضوعات الخاصة بموظفينا الممنوعين من دخول مصر مثل سمير جراح وآخرين. ● كثير من المحللين والكتاب الصحفيين يتهمون فريدوم هاوس بأنها ذراع سياسية تسخدمها الإدارة الأمريكية باسم الحقوق والحريات، كيف ترون هذه الاتهامات؟ لسنا أداة فى يد أحد ونعمل فى جميع أنحاء العالم بشفافية تامة وأحيانا نعمل مع الإدارة الأمريكية لتحريك بعض القضايا الخاصة بحقوق الإنسان. وفى أوقات كثيرة ننتقد أداء الإدارة الأمريكية وأحيانا أخرى ندعمه، وتقاريرنا كلها تصدر بشكل مستقل وبعيدا عن أية توجهات خاصة بالإدارة الأمريكية أو غيرها. ● ما هى الأنشطة المستقبلية التى ستقوم بها المنظمة فى مصر؟ هذا يعتمد على التمويل، والخطة لم تتضح بالكامل ولكن نهتم بالبرامج الخاصة بدعم حرية الصحافة وحرية التجمع والتنظيم وحرية التعبير وأيضا برامج مناهضة التعذيب ومتابعة تطبيق توصيات المراجعة الدورية الشاملة التى أعلنت مصر الالتزام بها فى المجلس الدولى لحقوق الانسان. وجميع أنشطتنا مرتبطة بحقوق أساسية عالمية وليست تقاليد غربية أو أمريكية.