سيطرت خلال اليومين الماضيين حالة من الفزع على مواطنى الإسكندرية واضطربت جميع أجهزة الدفاع المدنى بالمحافظة والتى عجزت عن التصدى لظاهرة طبيعية نبأت بها هيئة الأرصاد الجوية قبل وقوعها محذرة من عواصف الأمطار الشتوية. وكانت نتيجة العاصفة مصرع العديد من الأشخاص نتيجة انهيار عدد من المبانى السكنية ومصنع طيراتكس، وغرق الشوارع بالمياه وعجز شركة الصرف الصحى على معالجة حالة الغرق، وسقوط العديد من الأشجار واللوحات التجارية بالشوارع والتى تسببت فى تحطيم سيارات وإصابة العديد من المارة، وغيرها من التوابع التى ألحقت ضررا بالأفراد وتلفيات بالأجهزة والسيارات وأعطالا فى حجرات الكهرباء، وقفت الشروق على أعتاب تلك التوابع ورصدت دور إدارة الأزمات فى مواجهة الظواهر الطبيعية المتوقع حدوثها. يقول المواطن محمد عبدالعظيم أن: «جميع الكوارث التى تبعت عاصفة الرياح الشديدة فى الإسكندرية تصدى لها الأهالى بشكل أكثر تعاونا وتكاملا عن أجهزة الدفاع المدنى بالمحافظة وهو ما وضح بشدة خلال سرعة إنقاذهم برفع الأنقاض عن ضحايا مصنع طيراتكس، فى حين ظلت قوات الدفاع المدنى لمدة 4 ساعات تنتظر التخطيط لمعالجة الموقف مما يبرهن ضعف الكيان الإدارى بالمحافظة فى سرعة الاستجابة لمعالجة الأزمات». أوضح الدكتور محمود رشدى، خبير إدارة الأزمات وأستاذ نظم المعلومات، أن «الرؤية الشاملة للتعامل مع الأزمات الطبيعية يأتى برسم سيناريو توقع الأحداث كهطول الأمطار والعواصف والبراكين وتوقع ظروف الحدث الذى يمكن أن يقترب من الواقع ويتماثل معه وقد يختلف عنه، ويخضع كل منها إلى مجموعة من القواعد العامة ومعالجة خاصة طبقا لما تقتضيه الظروف والأوضاع التى يواجهها فريق العمل الأزموى على أرض الواقع لأن درجة المجهول فى الأزمة تختلف من واحدة للأخرى». وأضاف رشدى : «برسم ذلك السيناريو فى ظل تعدد البدائل وردود الأفعال يسهل مواجهة الأزمات، منوها أن الدور الفعلى الحالى لإدارة الأزمات يتميز بافتقاده القدرة وشلل فاعليته ولا يخضع لعملية التخطيط المبنى على قوالب قوية وخبرة النماذج المسبقة». وقالت المهندسة إسراء محمد عبدالصبور: إن طبيعة معالج الأزمة «تحتاج إلى توصيف وتشخيص مسبق ودقيق لها حتى يمكن رسم شكل وبدائل مواجهة الأزمة من خلال توزيع الأدوار على أعضاء فريق المهام فى إطار متكامل ومتتابع بشكل ذكى وفق برنامج زمنى محدد الإنجاز، ومن ثم يتعين أن يتم إعداد وتدريب فريق المهام الأزموية وتوفير العناصر المساعدة له لإعانته على تحقيق هذه المهام». وترى أسماء جابر -كيميائية - أن الأزمة: «كالكائن الحى دائمة التطور والتصاعد والانفعال إلا أنها أيضا قابلة للتراجع والهبوط فى ظل معرفة التنبؤات الجوية ووضع قياس منطقى لتطور الأوضاع ومعرفة الحالة التى عليها، وطريقة الاقتراب المثلى للتعامل معها وذلك لأنه لا يوجد موقف ثابت فى التعامل مع الأزمات لكونها متغيرة بشكل لحظى». وتضيف أسماء: إن «هناك عدة عوامل يجب أن تؤخذ فى الاعتبار للتصدى للأزمة الجوية وهى المعطيات الجغرافية كالبحار والاعتبارات المدنية كشبكات الطرق والمطارات والموانىء وشبكات المواصلات والاتصالات وشبكات المياه والصرف وشبكات الغاز والكهرباء وفى إطار هذه الجوانب السابقة يمكن تخيل ما ستكون عليه الأحداث ورسم خطط التعامل معها ووضع بدائل للتدخل الذى يضمن أولا تحقيق عوامل الحماية والوقاية من عدم تجدد الأزمة».