فى تلاحق لجهود تطوير العلاقات بين مصر وقطر بعد سنوات من التشاحن الدبلوماسى استقبل الرئيس حسنى مبارك أمس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة رئيس الوزراء القطرى ووزير الخارجية حمد بن جاسم فى جلسة مباحثات استمرت لأقل من ساعة اقتصرت على الرئيس والزائر. اللقاء الرفيع أمس جاء بعد لقاء جمع أمس الأول رئيس وزراء قطر مع رئيس الوزراء أحمد نظيف بدت العلاقات فيه بين المسئولين ودودة وتم خلاله حسب مصادر «الشروق» الاتفاق على مشروعات طويلة المدى للتعاون الاقتصادى بين البلدين. زيارة بن جاسم للقاهرة تأتى بعد أقل من ثلاثة أسابيع من زيارة مبارك لقطر التى أكد فيها مبارك وأمير قطر حمد بن خليفة آل ثان تحسن العلاقات بين البلدين والعمل على تطويرها على جميع المستويات. الزيارة أعقبها أمير قطر بزيارة قصيرة لمصر لتقديم العزاء فى أحد أساتذته من المعلمين المصريين وهى الزيارة التى احتفت بها وسائل الاعلام الرسمية بوصفها «لمحة إنسانية من أمير قطر». ويقول دبلوماسى مصرى: «أعتقد أن الأجواء بدأت تستقر.. وهناك نية ومصلحة لدى الجانبين فى الوقت الحالى لتطوير العلاقات». الدبلوماسى ذاته قال: إن هناك ارتياحا فى القاهرة «لطريقة تغطية قناة الجزيرة للانتخابات التشريعية التى جرت فى مصر يومى الثامن والعشرين من نوفمبر والسادس من ديسمبر الجارى». وبحسب الدبلوماسى نفسه فإن «مصر تنظر الآن لقطر على أنها دولة يمكن أن تسهم فى تهدئة الأوضاع الاقليمية سواء ما يتعلق بمواقف حزب الله فى لبنان التى مازال لدينا قلق منها أو مواقف حماس فى غزة، وكذلك ملف المصالحة الفلسطينية». وكانت مواقف قطر الداعمة لحزب الله وحماس سببا من أسباب توتر العلاقات بين القاهرة التى رأت فى هذا الدعم إسهاما فى توتر الأجواء الاقليمية والدوحة. وتدرك القاهرة أن العلاقات بين قطر وكل من حزب الله وحماس مستمرة ولكنها تعتقد، حسب الدبلوماسى نفسه، «أنه فيما يقال من قطر الآن لكل من حماس وحزب الله ما ينبه إلى أخطار المجازفات»، مشيرا إلى أن قطر أبلغت القاهرة أن لقاء أمير قطر مع خالد مشعل مدير المكتب السياسى لحماس منذ أيام تناول أهمية استمرار حماس فى تفادى الاحتكاك مع إسرائيل. ويأتى التقارب المصرى القطرى متزامنا مع تراجع فى سياقات التنسيق السورى القطرى، وهو الأمر الذى يقر به الدبلوماسى المصرى مع الإصرار على «أن الهدف ليس استعداء قطر على سوريا لأن مصر لابد أن تستعيد فى مرحلة ما علاقات التواصل مع سوريا، ولكن الهدف هو اجتذاب قطر لوجهة النظر المصرية حول سبل التعامل الدبلوماسى مع قضايا المنطقة بعيدا عن الاحتكام للسلاح، سواء فى لبنان أو فى فلسطين».