كشفت مصادر مطلعة من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش ل"العربية. نت" أن رغبات بعض النجوم العالميين وتوفير طلباتهم الخاصة رفعت من مصاريف المهرجان الذي زادت ميزانيته هذه السنة بحوالي 15%. وأنعش المهرجانُ السياحة في مراكش التي تعرف ركودًا طبيعيًّا خلال هذه الفترة الحالية، وشهد بعض الفنادق الكبرى والمطاعم ارتفاعا في موارده نتيجة تزايد الإقبال من طرف زوار المدينة ورواد المهرجان من شتى بقاع العالم. من جهة أخرى، شهدت ليلة أمس الجمعة 10 ديسمبر اختتام المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش بعرض فيلم أمريكي وآخر ألماني، أشعلا المنافسة من جديد على جوائز هذا المهرجان بفضل مستواهما "الجيد". انتعاش اقتصادي وقبيل اختتام المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بدأ الحديث عن الانعكاسات الاقتصادية للمهرجان في ظل الأزمة العالمية التي لم يَسْلم منها المغرب مثل أغلب بلدان المعمور. وتشير بعض المعطيات إلى أن 5 فنادق مُصنفة في مدينة مراكش استفادت من 2000 ليلة مبيت في هذه الآونة، والتي تعد فترة سياحية منخفضة، فيما رفع عدد من المطاعم من عدد الوجبات المقدمة للزبائن إلى أكثر من الضعف. وأكد جليل لعكيلي، الكاتب العام للمهرجان، أن العائدات الاقتصادية فاقت بكثير ميزانية المهرجان، والتي ارتفعت بدورها هذه السنة بحوالي 15%، أي ما يعادل 75 مليون درهم. وأوضح لعكيلي أن الدورة العاشرة شكلت استثناء للمهرجان، حيث تلقت الإدارة حوالي ستة آلاف طلب لحضور الجلسة الافتتاحية، في حين لا تسع القاعة المخصصة لذلك سوى ل1300 شخص. وكشف بعض المصادر أن رغبات بعض النجوم السينمائيين العالميين -وعلى الأقل توفير بعض الأمور الخاصة بهم- زادت من مصاريف المهرجان الدولي للفيلم بمراكش. ووصل إلى إدارة المهرجان أيضا 2500 طلب لحضور محاضرة للمخرج السينمائي الشهير كوبولا، ما يشكل 3 أضعاف ما هو مسموح به، وشوهدت طالبة تبكي لأنها مُنعت من حضور هذه المحاضرة، كما يُتوقع أن يكون المهرجان قد استقبل حوالي 50 ألف متفرج، فيما تم تشغيل حوالي 600 فرد. المنافسة تحتدم وفي سياق آخر، انتهت، أمس الجمعة، المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش بعد عرض الفيلم الأمريكي "جاك يقود القارب"، والفيلم الألماني "عندما نرحل"، حيث زاد الأول -والذي شارك فيه مخرجه كممثل- من حدة المنافسة القوية للظفر بإحدى النجمات الذهبية للمهرجان، خاصة جائزة أحسن دور رجالي. وبحسب العديد من المتابعين والنقاد سيكون الاختيار صعبا أمام لجنة التحكيم، وإن كانت أفلام كثيرة قد أقصت نفسها بنفسها نظرا لمستواها المتواضع جدا، ومن الأفلام التي لقيت قبولاً واسعا الفيلم البلجيكي "ما وراء السهوب" لمخرجته الشابة "فانيا دالكانتارا"، وفيلم "كارما" للمخرج السريلانكي، والفيلم المكسيكي "حافة" للمخرج أليكسي يوشيتل براسانا جاياكودي، إضافة إلى الفيلم الكوري الجنوبي "يوميات موسان" للمخرج بارك يونبوم. وصفق الكثيرون لفيلم "جاك يقود القارب" للمخرج الأمريكي فيليب سيمور هوفمان، وهو أول عمل سينمائي لهذا المخرج الذي سبق له أن حاز العديد من الجوائز كممثل. وقبل ذلك، عُرض الفيلم الذي يمثل ألمانيا "عندما نرحل" للمخرجة النمساوية فيو ألاداك، وهو يحكي عن سيدة من أصل ألماني تضطر إلى مغادرة إسطنبول رفقة ابنها من أجل حمايته من بطش زوجها العنيف، وتقرر العودة للعيش وسط عائلتها في برلين. وفي موضوع ذي صلة، استقطب الفيلم المغربي "السمفونية المغربية" المخصص للمكفوفين جمهورا واسعا من جمهور عشاق السينما، ولقي استحسانا منقطع النظير. وخارج قاعة العروض، وأمام قصر المؤتمرات، لقي معرض فني اختير له كعنوان "المغرب مملكة السينما" إقبالاً من نوع آخر، إذ توقف جمهور واسع من الشباب أمام صور فوتوغرافية عالية الجودة أعادت إلى الأذهان أعمالاً سينمائية كبيرة صُورت بالمغرب.