تجدد مرة أخرى الجدل والحديث حول علاقة المسلمين بالولاياتالمتحدةالأمريكية، ولكن هذه المرة على يد المخرج الأمريكى قاسم كيو باسير من خلال فيلمه «مسلم»، والذى قدم فيه نموذجا لشاب مسلم يتعرض لضغوط من والده المتشدد تدفعه دفعا لكره الإسلام والمسلمين وعاداتهم إلى أن تقوم أحداث 11 سبتمبر، التى تغير من عقل هذا الشاب وتدفعه إلى إعادة التفكير مرة أخرى فى الأمر. وفى الندوة التى أقيمت عقب عرض الفيلم بقاعة العرض بالمجلس الأعلى للثقافة وحضرها المخرج قال باسير أردت التركيز على فكرة أن الإسلام دين مساواة لذا وضعت فى الفيلم مسلمين من عدة جنسيات تشمل باكستان وأفريقيين يحملون الجنسية الأمريكية.. ورغم أن قاسم قال فى البداية إن لم يواجه العنصرية كأفريقى مسلم يعيش فى أمريكا فإن منتجة الفيلم دانا أكدت أن صناعة هذا الفيلم كانت غاية فى الصعوبة لأن قاسم أفريقى ومسلم، ويصنع فيلما عن شخصية تشبهه إلى حد كبير وأكبر الصعوبات كانت بسبب العنصرية الموجودة فى أمريكا رغم كل الحريات وأكدت أيضا أن قاسم ما هو إلا قلب كبير ومؤمن بأفكاره، وهو ما دفع بعض الممثلين الكبار كدانى جلوفر إلى الاشتراك معه فى العمل إيمانا منه بأفكاره. وهنا تدخل قاسم وقال إن هناك شيئا غير عادل إلى حد ما وهو أن الأمريكيين ينتظرون من ذوى الأصل الأفريقى صناعة فيلم عن العصابات أو فيلما كوميديا للدرجة، التى دفعت البعض للسخرية منه، متسائلين: من أنت لتقدم فيلما جادا عن المسلمين والأمريكان؟! واعترف قاسم أن الفيلم يحمل جزءا كبيرا من حياته بالفعل، حيث قال: تعرضت وأنا صغير للضرب الشديد من مدرس مسلم تماما، كما حدث مع بطل الفيلم الشاب، وكان المدرس يتفنن فى تعذيبى إلى أن جاءت أمى وأخذتنى من المدرسة بالفعل كما حدث بالفيلم.. وأريد أن أقول إن معظم آباء جيلى كانوا كذلك لأنهم تربوا بقسوة، وهو ما انعكس فى تربيتهم لأبنائهم، وهم ليسوا أشرارا ولكنهم غير مدركين لما يشعر به أبناؤهم. وأضاف قاسم هنا أن جيله يعتبر أسوأ حظا من الأجيال الجديدة من المسلمين لأنهم كانوا ذات طبيعة غريبة للأمريكيين غير المسلمين فمثلا كانوا محط استغراب شديد وهم أطفال عندما كانوا يصومون فكانوا يتعرضون لسخرية الأطفال الآخرين، وأيضا عندما كان البنات يضعن الحجاب كن محط استغراب شديد، أما الأجيال الجديدة فتعودت على هذا وصاروا مندمجين إلى حد ما. وتحدثت المنتجة عن العمل وقالت أيضا إن الفيلم أول مرة يعرض خارج الولاياتالمتحدةالأمريكية، كما أنه سيعرض فى دور العرض فى 11 فبراير، وعندما سئلت لماذا أنتجته قالت وكيف لا أفعل، وهو الفيلم الذى يتحدث للبشر الطيبين ليعرفهم أن الجميع ليس سيئا، وأردت أن أخذ دورا فى رسالة التصحيح هذه، وهنا قال قاسم إن رسالة الفيلم أتت على لسان إحدى البطلات حين قالت لأخيها بعد أن فقد إيمانه «لا تجعل قلة من الناس يحددون إيمانك» فى إشارة إلى مدرس القرآن، الذى عذبه وأيضا فى إشارة إلى من قاموا ب11 سبتمبر. جدير بالذكر أن معظم الحاضرين أشادوا بالعمل وأطلقوا على المخرج صفات عديدة «كالعظيم والعملاق والعبقرى»، وهو ما قوبل بحفاوة بالغة من الحاضرين. ومن الكواليس: عند حضور قاسم وفريقه إلى الندوة فوجئوا بالقاعة الصغير التى سيعرض فيها الفيلم مما جعله يقف مندهشا على الباب، ويسأل «ما هذا الجنون» ثم انسحب وهو ومن معه احتجاجا على صغر القاعة، وهو التصرف، الذى فوجئ المسئولون عن القاعة به وقال أحدهم ابدأوا الفيلم وليذهب حيث يريد.. ولكنه عاد مرة أخرى فى نهاية الفيلم وحضر الندوة بعد أن وجد حضورا حاشدا من الجمهور من جميع الجنسيات. وأيضا قام أحد المسئولين بإيقاف المصعد انتظارا للمخرج وفريقه رغم وجود الكثير من الحضور ينتظر الصعود مما أثار دهشة الحضور والمخرج نفسه، الذى قال للمسئول: «من فضلك دع الجمهور يصعد أولا فأنا شاهدت الفيلم كثيرا قبل ذلك»، وهو التعليق الذى أثار ضحك الجميع.