رفضت النجمة الفرنسية الشهيرة جولييت بينوش اتهامها بمغازلة إسرائيل من خلال تجسيد دور مستوطنة يهودية فى فيلم (..) لا سيما بعد أن أثارت غضبها عقب تصريحات هاجمت فيها إسرائيل ودافعت عن الفلسطينيين. وقالت بينوش، فى مؤتمر صحفى أمس الأول على هامش تكريمها بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته ال43: قبلت هذا الدور لأنه يتناول حياة امرأة بلا أخلاق تبحث عن ابنتها ولا تهتم بأى شأن سياسى كما أنه لا يجوز تقييمها أخلاقيا.. إنه إحساس بالأمومة كسيدات.. فالفيلم يعلمنا كيفية معرفة أخطاء الآخرين وقبولها ومقابلتها بالتسامح كما يعلمنا الإنصات لأنفسنا قليلا وإلا سنظل فى هذه الآلام لفترة طويلة. وشددت النجمة الفرنسية على استمرار دعمها للشعب الفلسطينى، وقالت: «عندما نرى صور فلسطينيين يتلقون الصفعات فلابد أن يكون هناك أى رد فعل وقد يختلف من شخص لآخر، ولكننا عندما نفهم وجهة نظر الجانبين سنجد أننا جميعا بشر». وأضافت: لست معارضة لاسرائيل ولكن على العكس فهم عاشوا حياة صعبة أيضا فى الحرب خاصة يهود فرنسا، ولذلك لا أستطيع أن آخذ جانب طرف دون آخر فأنا مناضلة إنسانية دون تحيز.. وبعيدا عن أى جوانب سياسية تزيد الأمر تعقيدا وهذا لا يمنعنى أن أعمل مع أى مخرج فلسطينيا كان أو إسرائيليا.. وهناك مخرج تسجيلى إسرائيلى تحدث عن الوضع بين الجانبين وساعدنى على الفهم، وقال: نحن كالأطفال ولابد أن نتحدث عن أنفسنا.. وأنا أحاول الآن أن أقرأ الإنجيل وتاريخه لمحاولة التحلى بالسلام. وتابعت النجمة الفرنسية، فى المؤتمر الصحفى، «أنا أرفع شعار الروح فقط فى السينما.. فنحن نخاطب الأرواح لا الأشخاص»، قبل أن تقول مخاطبة الحضور: نحن نقرأ عن الثقافة العربية والفرعونية منذ أن نبلغ ال11 سنة.. فيزرع داخلنا الشوق لتلك الحضارة، ولا تدركون كم عدد الأطفال الذن يحلمون يوما برؤية الحضارة الفرعونية.. فأنت بمجرد أن توضع داخلك تلك البذرة تبدأ فى شوق قوى جدا لتأتى هنا لتغمس يدك فى مياه النيل وتسافر للصعيد وترى الآثار. وردا على سؤال حول قبولها العمل مع المخرج الايرانى الشهير، عباس كيروستامى، فى فيلم «نسخة طبق الأصل»، قالت النجمة الفرنسية: بالنسبة لى العمل الجيد يفرض نفسة والهدف الانسانى يأتى فى المقام الأول.. حتى ولو كان تحته أهداف أخرى سياسية أو ما شابه ولكن المغزى الإنسانى هو الذى يحكمنى منذ أن انخرطت فى العمل السينمائى. وتابعت بينوش: فيما يتعلق بتعاونى مع كيروستامى فإن الأمر يخص استخدام بصيرتك. فأنت تذهب إلى مهرجان وتقول للمخرج أريد أن أعمل معك وتتحدث معه فتجده واثقا من نفسه ومن أدواته، وتحدثنا كثيرا وبنينا جسورا من الثقة، ودعانى إلى زيارة طهران فقلت له إنه شىء مرعب، فأنا قد أقتل هناك فقال لى: لا سوف نستطيع أن نتفهم الوضع هناك، ولم يكن هناك أى مشروع سينمائى وقتها. وأضافت بينوش: وبالفعل ذهبت إلى طهران وشاهدنى البعض على الطائرة فذاع الخبر فى إيران ووجدنا كثيرا من المصورين والصحفيين فى المطار فسألنى كيف استطعت أن تجمعى كل هؤلاء فقلت له أنت من فعل، ولم أكن أريد إحراجه، ولكنى علمت فى النهاية أنه لا ذنب لنا نحن الاثنين عن ذلك. وأشارت النجمة الفرنسية إلى أنها ذهبت إلى منزله وقالت له: «أنا الآن فى منزلك فدعنا نتعامل كمخرج وممثلة وتحدثنا كثيرا وذهبنا إلى اصفهان وتشاركنا الآراء فى كثير من الأمور ثم كان الفيلم والذى وإن كان صعبا جدا على مستوى المشاعر والانفعالات إلا أنه كان يسيرا لأنى تفاهمت مع المخرج بشكل جيد». وحول المخرج العربى الذى يمكن أن تتعاون معه، ردت قائلة: لا توجد أسماء معينة أقترحها عليها فأنا يهمنى المخرج وما يريد قوله، يجب أن تكون لديه رؤية ويريد الغوص فى حياة البشر وفهمها وهذا لا علاقة له بالجنسية لأننا نولد جميعا بدون ملابس أو مميزات عن الآخرين، وهذه فرصة لنا لنوجد على الأرض ونحاول أن نجعل الحياة أفضل. وردا على سؤال حول كيف ترى الفارق بين فيلمها «موعد غرامى» وفيلم «أضواء بشرية غير محتملة»، أوضحت بينوش أن الأول كان أول بطولة لها لذا عرفها بالجمهور والنقاد، أما الثانى فأكسبها شهرة عالمية غير متوقعة فمثلا أصبحت معروفة جدا بسبب هذا الفيلم فى الصين. الغريب فى الأمر أن الفنان عمرو واكد، الذى كان يقدم المؤتمر، لم يرق له السؤال فقال للصحفى الذى وجه السؤال «إيه العك ده!» الأمر الذى أثار حالة من الغضب بين الصحفيين، خاصة أنه كان قد بدأ المؤتمر بمطالبة الصحفيين بتوجيه أسئلة ذكية والبعد عن أسئلة كلمينى عن دورك؟. وعن شعورها بالجائزة والتكريم قالت: أنت لا تتوقع الجوائز وليس لى آلية معينة للعمل لحصدها لأنها تفاجئك وعندما منحونى الأوسكار ظننت أنهم أخطأوا.. فأنت عندما تمثل تقدم تضحية كبيرة لأنك تعود لشخصيتك الحقيقية، وتترك ذلك الشخص الذى يتعامل مع الناس، وتخاطب الأرواح الأخرى التى قد ترى تشابها بينها وبينك، ولذلك عندما يكره أحد ما أى فيلم لى لا آخذ الأمر بمحمل شخصى فأنا لا أخاطبه هو بل روحه. وتابعت: أنا لا أرى نفسى ممثلة عظيمة وفى أى مجال لا يوجد عظماء كثيرون حتى الصحافة، ولكننا نحاول أن نستلهم العظمة منهم ونحاول أن نلهم آخرين بها.