بعد غيابها عن السينما لنحو عامين، تعود الفنانة روجينا من خلال فيلم «محترم إلا ربع» الذى تجسد من خلاله دور فتاة مغتربة تأتى للقاهرة لتحقق حلمها كرسامة كاريكاتير، وعلى الرغم من تأكيدها على حذف مشاهد كثيرة من الدور، إلا أنها تعتبر نفسها «وش السعد» على الفيلم، وتعترف أنها حصدت مكاسب كثيرة منه رغم الخسائر التى تعرضت لها أيضا، وفى حوارها مع «الشروق» تحدثنا عن حنان التى تشبهها كثيرا فى تفاصيل حياتها. فى البداية عبّرت الفنانة روجينا عن أن دورها فى الفيلم لا يتجاوز الخطوط الحمراء التى وضعتها لنفسها وتعد بمثابة محاذير، ولكنها رفضت الإفصاح عنها معللة ذلك بأنها تخصها بمفردها، كما أوضحت أن الفنان محمد رجب والمنتج أحمد السبكى ثانى أهم الأسباب التى دفعتها للاشتراك فى العمل، الذى يعد ثانى تعاون لها معهما فى السينما، قائلة «أهم شىء بالنسبة لى هو الأمان، بمعنى أن أعمل مع فريق أستأمنهم على نفسى». • ألا ترين أن مساحة دورك بالفيلم جاءت صغيرة للغاية؟ الدور لم تكن مساحته صغيرة عندما قرأته فى السيناريو، ولكن حُذف منه بما يعادل تقريبا 12 مشهدا، فأنا فى الحقيقة لم أشاهد الفيلم ولكن أصدقائى الذين شاهدوه كانوا يقولون لى لم نفهم لك المشهد كذا وكذا، فكنت أرد عليهم بأنه فى الجزء الفلانى يوجد مشهد كذا ولكنهم يخبروننى بأنهم لم يشاهدوه، ولذلك اتصلت بالمنتج السبكى والمخرج محمد حمدى اللذين قالا لى إنهما حذفا عدة مشاهد من دورى لأسباب معينة. • ألم تعترضى نهائيا على ذلك؟ لم أعترض إطلاقا، لأنى لم أتعلم ذلك وتعودت أن أكون فى عملى أداة طيعة، وبصرف النظر عن مستوى وكفاءة وخبرة المخرج الذى أتعامل معه فإنه يعد بالنسبة لى أعظم مخرج؛ لأنى اعتبر نفسى فى أى عمل اشترك به مجرد تلميذة فى الابتدائى، وما ستفاجئين به أنى سعيدة جدا ولم أتضايق من هذا الحذف الذى يخضع لرؤية المخرج وسير العمل والرغبة فى إبراز شىء على حساب آخر، وكان ردى عليهم عندما علمت ذلك «المهم ألا يؤثر ذلك على مجرى الأحداث»، لأنى حتى لو وبختهم فلن يغير هذا من الأمر فى شىء ولن يتم سحب الفيلم من دور العرض. وفى النهاية لا يستفاد الإنسان استفادة كاملة من أى عمل يشارك به لأنه لابد من وجود خسائر، والحمد لله اعتبر مكاسبى أكثر من الخسائر. • ولكن عموما كيف تعاملت مع شخصية حنان؟ شخصية حنان اعتبرها قريبة منى جدا وتشبهنى، فهى جاءت من بلدتها منذ فترة طويلة لتحقق حلمها فى أن تصبح رسامة كاريكاتير ناجحة وبالفعل كان لها هذا وهى مثلى لأنى أصلا حضرت من الشرقية لأدرس فى معهد الفنون المسرحية وأصبح ممثلة. وعندما قرأت الشخصية على السيناريو كانت أساسية ومحورية، فهى من عثرت للبطل على عمل كمصمم ديكور لأحد المطاعم فى الوقت الذى كان جالسا فى البيت وهو ما يدل على أنها أحرف منه فى العمل، كما أنها أكثر من يستأمنها على أسراره، وتعتبر كذلك من نقاط ضعفه لأنه عندما أراد أعداؤه محاربته خطفوها مع الطفلة، وبالإضافة إلى ذلك فأمه ميمى جمال تراها المثال الصحيح للزوجة وترغب فى تزويجها له، وبالتالى اعتبر تلك الشخصية جديدة علىّ لأنها ليست ناجحة فقط بل مغتربة أيضا. • وما تعليقك على كم مشاهد العرى التى بدت غير مبررة؟ هذه وجهة نظر مخرج ومنتج؛ لأنهما يران أن تلك الطريقة ستساهم فى تسويق الفيلم، أما أنا فى النهاية لا علاقة لى بهذا الأمر لأنى لست من قدمت تلك المشاهد، وفى النهاية هذا فيلم عيد أى عبارة عن تركيبة تجارية خاصة لجذب الجمهور، والسوق كلها عبارة عن توليفة تجارية.
•وهل تؤثر تلك التوليفة التجارية على اختياراتك السينمائية؟ بصراحة أنا تعبت نتيجة خوفى من العمل فى السينما، فبعد فيلم «الفرح» عُرضت علىّ عدة سيناريوهات واعتذرت عنها جميعا لدرجة أننى قلت فى قرارة نفسى لو استمررت على الرفض فلن أعمل من أساسه؛ لأنه فى النهاية هناك مناخ عام وظروف سوق مفروضة، وليس كل فترة قصيرة سيعرض علىّ فيلم مثل «المصير» و«الفرح»، وليس كل المخرجين يوسف شاهين، ولذلك يعتبر «محترم إلا ربع» أفضل المعروض علىّ. • معنى كلامك أنه ليس الفيلم الذى تتمنينه؟ فعلا، ليس هذا ما أتمناه، بل أتمنى تجسيد دور مثل «المصير» و«الفرح»، لأنهما يحتويان على مساحة تمثيل كبيرة جدا تظهر إمكانات الممثل الذى يشعر بسببهما أنه تشبع فنيا، لكن كما قلت السينما ليست كلها كذلك، فالعيد موسم تركيبته مختلفة خاصة أن هذا الموسم طُرحت به 4 أفلام لعمالقة وكلها كوميدية، ولا يوجد أى فيلم تراجيدى والحجة التى يرتكن اليها المنتجون فى عدم إنتاجهم أفلاما تراجيدية هو «أن الجمهور عاوز كده». وتابعت «جمهور إيه اللى بيتكلموا عنه، ده لما قدموا فيلم كباريه الناس تجاوبت معه جدا ونجح».
• أيعنى ذلك أنك لا تقبلين بعبارة «الجمهور عاوز كده»؟ نحن للأسف نواجه مشكلة كبيرة جدا وهى أن السينما أصبح غالبيتها مادة للربح والتجارة فقط، على العكس فى الماضى الذى كان المنتج فيه يهدف للربح ولكنه يرغب كذلك فى عمل فن يعيش مع الزمن، بل وأصبح النجاح يُقاس بالإيرادات، التى تحدد علو مكانة نجم على الآخر، ولذلك يعتبر محمد رجب نجم لأنه حصد إيرادات، وأنا سعيدة لأنى فعلا «وشى حلو عليهم»، وفى النهاية النجاح نسبى لأن كل واحد ينظر للنجاح من وجهة نظره. • وماذا عن أعمالك القادمة؟ لدى مشروعان الأول سينما والثانى تليفزيون، وأعتقد أننا سنبدأ فى المشروع السينمائى خلال 15 يوما تقريبا ولن أستطيع الإفصاح عنه الآن.